أثار مقتل الشاب المغربي بلال يونس، على يد مواطن إسباني، رميا بالرصاص، في أحد المقاهي جنوب شرق إسبانيا، ردود أفعال واسعة، بعدما أكدت عائلة الضحية أن الدافع هو العنصرية.
ويعد الحادث بمثابة عودة للعنصرية من جديد بين إسبانيا والمغرب، ما يهدد العلاقات، المتوترة أصلا بين البلدين، بمزيد من التعقيد.
وقالت عائلة الشاب (39 عاما)، إن العنصرية تقف وراء الحادث، فيما أشارت أرملة الضحية أن الجاني هتف خلال إطلاقه النار: الموت للمغاربة.
وأثار استقبال إسبانيا لزعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، بغرض العلاج، أزمة دامت عدّة أسابيع بين مدريد والرباط.
من جانبه، قال الدكتور محمد المذكوري، الأستاذ بجامعة أوتونوما بمدريد، إن جريمة قتل الشاب المغربي لا يمكن توصفيها إلا بالعنصرية، بناءً على أقوال القاتل عندما دخل إلى المقهى، وحتى قبل دخوله مرة ثانية مسلحا بمسدس أطلق منه 3 عيارات على الضحية وأرداه قتيلا.
وأضاف الدكتور “المذكوري” أن العبارات التي تلفظ بها الشاب الإسباني خلال الجريمة تدل على ميوله العنصرية، والعبارات التي قالها خلال القبض عليه بواسطة الشرطة أيضا تؤكد عنصريته.
أما حول الأسباب التي أدت إلى هذا الاحتقان الاجتماعي بين المغاربة و الإسبانيين؛ مرده إلى المشاكل السياسية الأخيرة بين البلدين، وهما دولتان جارتان، إضافة إلى وجود 3 عناصر يمكن أن تفسر مقتل هذا الشاب، ومقتل مسلمين آخرين عبر العالم.
وأوضح “المذكوري” أن السبب الأول هو الإسلاموفوبيا أو كره المسلمين، وهو تيار فكري عالمي، يعتمد على اتهام الآخر المسلم، باختراق الحضارة الغربية ومقوماتها الفكرية والأخلاقية، وبالتالي يحاول شيطنة المسلمين، وعندما يحدث ذلك، يسهل القتل.
واستطرد: أما الظاهرة الثانية هي العنصرية عبر العداء للمهاجرين، وهناك دراسة لوكالة حقوق الإنسان في أوروبا، خلصت إلى أن 54% من المهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا تعرضوا للتمييز العنصري، و10% منهم قالوا وصرحوا أن سبب ذلك أنهم أجانب ومغاربة بالتحديد.
وتابع: هناك عنصر ثالث هو مشاكل الحدود بين المغرب وإسبانيا، وسط حالة الشحن الإعلامي الذي اعتمدته وسائل الإعلام في البلدين، والتركيز الدائم على وقوف المغرب وراء موجات المهاجرين غير الشرعيين في إسبانيا.
وحول ما إذا كان ذلك يعني أن المغاربة في إسبانيا في خطر، أجاب الدكتور “المذكوري”: “نعم ولا، نعم لأن المهاجرين في إسبانيا كخطر كباقي المهاجرين في أوروبا وسط الشحن الإعلامي، ولا لأن هذه الحالة لن تدوم”.