أُطلق على أول تشكيلة لبرشلونة فازت بكأس أوروبا لكرة القدم “فريق الأحلام” والآن لا يستحق أي ناد هذا اللقب أكثر من باريس سان جيرمان الذي أضاف ليونيل ميسي إلى تشكيلته المدججة بالنجوم.
وانضم ميسي، الذي عقد مؤتمراً صحافياً مشوباً بالعواطف لوداع برشلونة، إلى باريس سان جيرمان أمس الثلاثاء، ليشكل خط هجوم ثلاثياً مع نيمار شريكه السابق في هجوم النادي الكاتالوني ومهاجم فرنسا كيليان مبابي.
وقد ينافس هذا الثلاثي الشراكة الهجومية التي شكلها ميسي في برشلونة مع نيمار ولويس سواريز لثلاثة مواسم، وسجلوا فيما بينهم 364 هدفاً وقادوا النادي الكاتالوني لثلاثية الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا في 2015.
لكن هذا النجاح كان بداية فترة من التراجع البطيء لبرشلونة وهو أمر يجب أن يكون بمثابة تحذير لباريس سان جيرمان من متاعب بناء فريق مليء بالمواهب لكن يفتقر إلى الجهد البدني والأفكار.
وفي نهاية المطاف جاء بناء فريق يتمحور حول ثلاثي الهجوم الموهوب على حساب التوازن العام لبرشلونة وسرعان ما وجد الفريق الكاتالوني نفسه غير قادر على المنافسة مع أبرز الأندية في دوري الأبطال.
وخرج برشلونة من دوري الأبطال على يد أتلتيكو مدريد في الموسم التالي ثم خسر 0-4 و3-0 أمام باريس سان جيرمان ويوفنتوس على الترتيب في الموسم الذي يليه.
وغادر نيمار متجهاً إلى باريس سان جيرمان في 2017 في صفقة قياسية عالمية بلغت قيمتها 222 مليون يورو (260 مليون دولار) لكن برشلونة أهدر مكاسبه المفاجئة على أفراد أكثر تكلفة مثل عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو وأنطوان غريزمان مما رفع فاتورة أجور النادي لأعلى من أي وقت مضى.
واستمرت ألقاب الدوري الإسباني في التدفق ولكن سرعان ما توقف الفريق عن الظهور في طليعة اللعبة.
ونظراً لأن النادي أصبح أكثر اعتماداً على ميسي، استمرت الأندية الكبرى الأخرى في القارة في التطور متجاوزة برشلونة خططياً وبدنياً.
وكانت هناك إشارات تحذيرية واضحة، مثل الهزيمة 0-3 أمام روما في 2018 في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال ثم الخسارة المؤلمة بشكل أكبر 0-4 أمام ليفربول في الموسم التالي ليسقط الفريق الكاتالوني 4-3 في النتيجة الإجمالية بالدور قبل النهائي.
ووصل برشلونة إلى الحضيض بهزيمة مذلة 2-8 أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية لموسم 2019-2020، في حين حقق باريس سان جيرمان فوزاً ساحقاً في إستاد كامب نو الموسم الماضي بنتيجة 4-1 لتصبح أسرع مرة يخرج فيها الفريق الكاتالوني من البطولة في 14 عاماً.
لكن خسارة برشلونة الأكثر ألماً كانت الضرر المالي الذي رافق جائحة فيروس كورونا وأدى إلى تراكم ديون بقيمة 1.2 مليار يورو، ليصبح غير قادر على الإبقاء على ميسي.
وربما تكون الإشارات التحذيرية المالية موجودة أيضاً أمام باريس سان جيرمان، الذي ضم هذا الصيف سيرجيو راموس وجورجينيو فينالدم وجيانلويجي دوناروما، وجميعهم في صفقات مجانية لكن برواتب ضخمة، بالإضافة لإنفاق 60 مليون يورو على ضم أشرف حكيمي.
وفي الوقت الحالي على الأقل، قد لا يكون هناك رادع مالي في باريس سان جيرمان، لكن انضمام ميسي لا يقدم أي ضمانات للفوز بدوري الأبطال الذي يتوق إليه ملاك النادي.