انتقد كتاب ومختصون، المسلسل الشهير “رشاش”، وذلك بعد نهاية الحلقة الثامنة والأخيرة، الجمعة الماضي.
وعلق دكتور الإعلام السياسي سعود كاتب في عدة تغريدات عبر “تويتر”، أنه رغم عدم التأييد الذي سبق أن عبرت عنه لفكرة المسلسل من أساسها، فإن لدي ملاحظات تختصر في المبالغة بإظهار رشاش كبطل تزيد صفاته الحميدة جدا في ثقافتنا (كما صورها المسلسل) كالجراءة والإقدام، على صفات الإجرام، وتتفوق بطولته على أي شخصية أخرى في المسلسل ومن ذلك تصويره في الحلقة الأخيرة يسير بقدميه بعنفوان ودون خوف نحو ساحة القصاص، وهو شئ مخالف جدا للواقع الذي نعرفه.
كما انتقد، الثناء على جودة إخراج المسلسل مستحقة ولكن فقط عند مقارنتها مع مسلسلاتنا المحلية الأخرى، أما مقارنتها بالعديد من الأعمال العربية والإقليمية ناهيك عن الدولية (ناركوس على سبيل المثال)، فإنه لا مجال للمقارنة، والإخراج جيد ولكنه ليس بمستوى الإبهار الذي يتم الترويج له، كما أنه ليس واثقا من دقة المعلومة، لكن في حال صحتها فإن تكلفة إنتاج المسلسل مبالغ بها جداً قياساً بما شاهدناه في جميع حلقات المسلسل.
وتابه: “من حق القناة دون أدنى شك الترويج لمسلسلها بكل الوسائل، وكم كان بودّي من الناحية المهنية لو تضمن ذلك أيضا استضافات لنقاد متخصصين ومحايدين لطرح الآراء الأخرى المخالفة”.
وأشار إلى أن بالعودة لفكرة المسلسل، ورأي البعض أن الدراما الأمريكية تعرض دوما أعمال لشخصيات إجرامية، هذا صحيح، ولكن لا ننسى أن الدراما الأمريكية بدأت وبقوة ومهارة بعرض كل ما يرسخ عظمة أمريكا، ويذكر جيل الستينات مسلسل “كومبات” الذي زرع في أذهان الأطفال حينها صورة الجندي الأمريكي الذي لا يقهر.
وأوضح أن هناك أيضا على سبيل المثال، عشرات الأفلام الأمريكية عن قادة أمريكا ورؤسائها وعلمائها ومثقفيها، بل وحتى منظماتها العملاقة، متابعا: “جميل لو أن الدراما لدينا بدأت بهذا الأسلوب أولا، ولها بعد ذلك عرض ونشر ما تشاء”.
وألمح إلى أن الدراما الأمريكية لديها دائما هدف بجانب الإثارة والدخل ونسب المشاهدة، فمهما كان موضوعها فهي لا تخلو من صور للعلم الأمريكي بشكل يُعّبر لا شعوريا في ذهن المشاهد حول العالم عن قوة أمريكا وأنها عصية على الانهيار، فالمباني والأبراج تنهار ويظل العلم شامخاً.
وأضاف: “ذكرت في دراستي الأخيرة عن القوة الناعمة كيف عملت بعض دول الإقليم على إنتاج أعمال درامية بجانب جودتها الفنية، فإن لديها أهداف تتعدى الترفيه إلى خدمة أهدافها الخارجية، ووصلت رسائل بعضها لأكثر من 100 دولة وبلغات متعددة، لافتا إلى أن الدراما لديهم ليست مجرد فن وأرباح”.
واستكمل: “لا أنكر حقيقةً ترددي كثيراً في نشر هذه الملاحظات، فتجربتي بل تجاربي السابقة تؤكد لي مدى حساسية بعض الشخصيات الإعلامية لدينا من أي نقد، بل وحتى من أي ملاحظات مهما كانت، وهذا محزن جداً”.
واتفق معه الكاتب عبدالعزيز السويد، قائلا: أليس من المسؤولية دراسة أثر مسلسل رشاش، قبل بث جرائم أخرى، خاصة أنه مع انتهاء مسلسل رشاش، الذي يعرض على منصة شاهد تقدم اختطاف مسلسل سعودي جديد عن الجريمة.
واتفق عساف بن سالم ابوثنين، عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الشئون الخارجية، مع دكتور سعود كاتب، في تحليله العلمي والإعلامي الناقد لمسلسل رشاش، قائلا: “للأسف لم نكسب منه سوى تقليد بعض الشباب لهذه الألفاظ التي يرفضها المجتمع وأغلب محاوره تصوير لجرائم جنائية ارتكبوها لزعزعة الأمن ولم أجد في هذا المسلسل هدف أو رسالة تعود بالفائدة للوطن مع الاحترام للجميع”.
يذكر أن مسلسل رشاش الذي عرض على قنوات شاهد تضمن 8 حلقات انتهت الجمعة الماضي، وحظي بانتقادات لازعة سواء في محتواه أو عرضه.
ومنذ بداية عرض مسلسل رشاش عبر شاهد VIP وalooy vt عبر Telegram، وهو يتعرض للعديد من الانتقادات بين السعوديين، وهي قصة مستوحاة من أحداث وقعت في ثمانينات القرن الماضي.
ويرى المتابعون للمسلسل، أنه خرج عن المتبع والقصة الواقعية، خاصة وأن المسلسل ترك تأثيراً سلبياً على عدد كبير من المراهقين والشباب، وأصبح لهم “رشاش” نموذجا مفضلا لهم الآن.