كشف نقيب الأطباء في لبنان شرف أبو شرف، أن 2500 طبيب من أصل 15 ألف تركوا البلاد في الفترة الأخيرة.
وأضاف أبو شرف قائلاً: “فقدنا حوالي 20% من الجسم الطبي المختص” موضحاً أن “القسم الكبير من الأطباء الذين قرروا السفر إلى الخارج هم من المستشفيات الجامعية، والذين لديهم اختصاصات وكفاءات عالية”، فوق موقع الحرة، اليوم الأحد.
واعتبر أبو شرف أنه “إذا استمرت الهجرة في الارتفاع، قد نصبح عاجزين عن إيجاد البدائل اللازمة للتشخيص والعلاج”.
ولفت إلى أن “عدداً من الأطباء توجهوا إلى دول الخليج ولكن هذه الفئة قد تعود يوماً”، مشدداً على أن “الخطر الحقيقي هو في النسبة المرتفعة للأخصائيين الذي سافروا إلى أستراليا، والولايات المتحدة، وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، حيث من الصعب عودتهم”.
وأضاف: “الأسعار ارتفعت في كافة المجالات، بينما تراجعت أتعاب الطبيب بنسبة 90%، حيث أصبحت المعاينة 10 دولار أمريكي، بعدما كانت 50 و100 دولار على الأقل”، مشدداً على أن “الطبيب يعالج بشكل شبه مجاني حالياً”.
وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700%.
ومن جهتها تحدثت عضو مؤسسة “القمصان البيض”، الصيدلانية سوزان سربيه، عن “20 إفادة انتساب توقع يومياً من مجلس النقابة بناء على أطباء عازمين على السفر وفي حاجة لهذا المستند لتقديمه لمراكز عملهم الجديدة في الخارج”.
وشددت على أن “الكارثة الطبية في لبنان تتمثل في هجرة الأطباء، الصيادلة، والممرضين أيضاً”، مشيرة إلى أن”3235 صيدلياً لم يسددوا الاشتراك النقابي في 2021، بسبب سفرهم أو عزمهم السفر”.
وعن خطورة هجرة الأطباء على مجال الرعاية الصحية، يقول المدير الطبي ورئيس قسم القلب في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأمريكية، البروفسور جورج غانم: “لبنان لم يعد مستشفى الشرق”.
وتابع “لطالما كنا في الريادة، حيث كان لبنان نقطة التقاء لجميع المرضى القادمين من دول مجاورة لتلقي العلاج”، مشيرا إلى أنه “منذ بداية الأزمة الاقتصادية في 2019، ومن ثم انفجار مرفأ بيروت، ونحن نفقد الأطباء المختصين”.
وفي السياق نفسه، لفت غانم إلى أن “مشكلة أخرى تواجه الجسم الطبي في لبنان، وهي هجرة الممرضين، حيث، أن 35 أو 40% منهم غادروا البلاد”.
وتابع “عدد كبير من شركات الأدوية أقفلت مراكز عملها في لبنان، وهذا الأمر لا يؤثر فقط على توفير الأدوية في السوق المحلية، بل على تراجع الأبحاث والدراسات العلمية”.