يستحضر التراث.. ويواجه تعقيدات العصر ببساطة الطفولة
أقامت الفنانة التشكيلية السعودية إلهام المجلاد، معرضها التشكيلي الأول بالرياض والذي يحمل عنوان “دْوِيلة”
جاء المعرض برسالة ثقافية تعنى باستعادة مفردات التراث، حين استمد اسمه من مفردة محلية قديمة تدل على المجموعة الكبيرة من الأطفال، فيما قدمت الفنانة من خلاله مقاربة فنية للطفولة عبر تجليات عدة، سواء من حيث إبراز تنوع شخصيات الأطفال من الجنسين في مراحل عمرية متقاربة، أو محاكاة مشاهد من حياتهم ومن علاقتهم بأقرانهم وبمحيطهم المجتمعي.
عن هذا المعرض الذي يعد الأول في مسيرتها الفنية تقول الفنانة إلهام المجلاد” كان من الرائع بالنسبة لي أن أبدأ رحلة المعارض التشكيلية بهذه الطريقة تحديداً، لطالما ظل عالم الطفل مصدر إلهام لي، رغم إدراكي بأن المعالجة الفنية لهذا المفهوم ليست أمراً بالسهولة التي يبدو عليها، العمل الذي يخاطب الطفل، كما هو العمل الذي يستلهمه، يجب أن يكون عميقاً بما يكفي”.
تؤكد المجلاد أن نظرتنا للطفل لا يجب أن تقتصر على أبعادها النمطية، مشيرة إلى أننا اعتدنا أن نعلّم الطفل ولكننا لم نفكر كثيراً في التعلم منه، وتضيف “الطفل متسع لا نهائي من المعاني التي تضج بساطتها بالكثير من التفاصيل، للطفولة وجه واحد من البساطة والبراءة والبهجة، وإن تنوعت الملامح والأزياء بين طفل وآخر، ثمة في كل طفل حفل وشيك، وميل للأناقة، بحث عن الأمان، ركض وراء المعلومة، رغبة في الإبهار، واستعداد فطري للانبهار”.
في جانب آخر، ذكرت المجلاد أن معرض “دْوِيلة” يتضمن 29 لوحة من أحدث أعمالها، استغرق رسمها 9 سنوات، وترى فيه لحظة مهمة في مسيرتها التشكيلية، مضيفة” المعرض تجربة فنية لاستلهام البراءة والتلقائية في شخصية الطفل وما فيها من البساطة والطمأنينة التي قد تكون أهم ما نحتاجه في عالم معقد متسارع التغيرات، كما أن هذه التجربة كانت فرصة لترسيخ أحد أهدافي الفنية والثقافية وهي المحافظة على روح الأصالة والتراث، وذلك عبر استعادة ذكرياته ومفرداته والاحتفاء بإبراز هويته بجميع ابعادها الإنسانية والتاريخية.