أكد حزب الإصلاح الوطني السوداني أن شرق البلاد له قضايا مطلبية وأخرى سياسية ترتبط بمسار الشرق للسلام، وهي قضايا لم تكن وليدة اليوم، فهي تعتبر قضايا ملحة لهذا الإقليم تتعلق بالتنمية والنسب العادلة.
فيما يتمتع به من موارد مثل الموانئ، حيث أن موانئ السودان الرئيسة تقع في هذا الإقليم، فضلاً عن التعدين، بخاصة الذهب، وهي ثروة هائلة، فهناك نحو 100 شركة تعمل في هذا النشاط، بالتالي فإن غياب التنمية وضعفها هي من أولويات القضايا المطلبية في إقليم الشرق.
وطالب عثمان صلاح رئيس الحزب في بيان رسمي حصلت “الوئام” على نسخة منه بضرورة تجميد مسار الشرق في سلام جوبا والتجاوب مع مطالب أهل الشرق التي ظلوا ينادون بها منذ أعوام، حتى عند قدوم الحكومة الحالية، مشيرا إلى أنهم قد حذروا من إهمال القضايا وهذا المسار الذي يحدث الفتن والاقتتال في شرق السودان منذ زمن بعيد.
وأشار صلاح إلى أن أهل الشرق كانوا وقد رفعوا مطالب رئيسية هي إنهاء التهميش وتحقيق التنمية لمناطق الشرق وتجميد اتفاقية مسار الشرق المضمن في اتفاقية جوبا للسلام.
موضحا أن الفتن في الشرق تفتح الباب على مصراعيه لنمو الإرهاب كما أن الضرر يقع على الإقليم كله، مطالبا بضرورة وجود الحكمة السياسية ومشاركة كل أبناء الشرق وتقريب وجهات النظر بين مؤتمر سنكات واتفاق جوبا.
وقال صلاح أن ممارسة أهالي الشرق الاحتجاج والضغوط ضد الحكومة الانتقالية، أمر طبيعي على الرغم من أنه قاس وأضر بالبلاد من ناحية تهديده للاقتصاد، وهي ممارسة أقل من الممارسات التي حدثت إبان النظام السابق، حيث استُخدم السلاح، وتم احتلال مناطق عدة في شرق البلاد.
وقال أن القضية الآن تحتاج قراءة المشهد بصورة كلية، ومعالجة القضايا بطريقة شاملة، وعلى الحكومة الانتقالية أن تنتهج سياسة مغايرة لما تتبعه من مبدأ إطفاء الحرائق، إذ لا يقود إلى معالجات جذرية، فهناك استقطاب، واستقطاب مضاد وهذا أمر مضر بالإقليم وقضاياه.
وفي ختام البيان امتدح صلاح كل الجهود الرامية لحل القضية وقال: لا بد من أن تكون النظرة إلى القضايا شمولية والمعالجة بأبعاد وطنية، من خلال جمع كل مكونات شرق السودان المتفَق عليها في صعيد واحد، وهذا أمر ليس صعباً، فقد سبق أن جمع السفير السعودي في الخرطوم ناظري البجا والبني عامر في منزله، لذلك يجب جمع كل نُظّار وعُمد شرق السودان في مكان واحد والخروج بخلاصات تصل إلى ورقة تأسيسية يمكن أن تعالج قضية الشرق في شكل جذري.