قلة من الناس فقط، تعي المفاهيم الحقيقية والدور الريادي الذي يقدمه العمل التطوعي للشعوب والدول.
التطوع ليس مجرد قضاء وقت لأداء أعمال دون مقابل، هو روح وعطاء لا محدود جسدي ونفسي ووجداني تقدمه للآخرين، بابتسامة وسعادة دون ملل أو كلل.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتبع هذه المهمة العظيمة، نوع من التذمر أو التشكي أو حتى ملامح للوجه العابس، والذي يشعر من يعمل معك أو من تقدم له الخدمة بأنك تتفضل عليه بعمل لست مجبراً عليه.
التطوع عنوان لحضارة الدول وتقدمها، فهو يعكس مدى وعي الأفراد لدورهم فيه وتحملهم لمسئوليتهم تجاه بعضهم البعض وتجاه من حولهم.
وبالتطوع للعمل والحث عليه وتنظيم الجهود له والتوعية بأهميته تساهم في إعداد جيل كامل من الشباب ليكونوا قادة الغد ورواد المستقبل.
ويمثل التطوع في العمل الخيري أرقى السلوكيات الإنسانية التي تترجم إحساس الإنسان بمعاناة إنسان آخر هو ترجمة حقيقية تتمثل في المسارعة بإغاثته وقضاء حاجياته وتقديم العون إليه ومساندته لكي يجتاز المحن التي تصيبه.
كما يتيح التطوع للفرد تواصله مع مجتمعه ويسهم في تحويله إلى الأفضل. فالمساعدة في أداء مهمات مهما صغرت، يمكن أن تساعد في إحداث فرق في حياة الأشخاص، والمنظمات أيضا.
وكذلك يوصف التطوع بأنه طريق يساعدك في تخصيص جزء من وقتك لإنشاء صداقات جديدة، وتوسيع شبكة معارفك وتحسين مهاراتك الاجتماعية.
وعلمياً يوفر التطوع كثير من الفوائد للصحة النفسية والجسدية، إذ يزيد من الثقة بالنفس والرضا عن الذات، كما يمكن أن يمنحك إحساسا بالفخر والهوية.
ومن إيجابيات التطوع أنه يحد من خطر الإصابة بالاكتئاب، لأنه يبقيك على تواصل منتظم مع الآخرين ويساعدك في تطوير نظام قوي للدعم.
ختاماً التطوع هو تعزيز روح العطاء واستثمار طاقات شباب الوطن ومهاراتهم النوعية من خلال توحيد الجهود التطوعية الفردية وتحويلها إلى عمل جماعي قادر على إحداث الأثر الكبير للمجتمع لمواجهة الكثير من التحديات.