الرياض 
28°C
كشفت تقارير إعلامية، اليوم الجمعة، عن تدابير غير تقليدية من زعيم كوريا الشمالية، وذلك في ذكرى وفاة والده.
وكشفت قناة “سكاي نيوز”، في تقرير مصور، أن “كيم جونغ أون منع شعبه من الضحك والتسوق لمدة 11 يوما”.
وأوضحت القناة أن ذلك جاء إحياءً للذكرى العاشرة لوفاة والده، وهو الزعيم السابق كيم جونغ إيل.
عندما تولى كيم جونغ أون رئاسة كوريا الشمالية قبل عشر سنوات، بدا منفتحا على التأثير الأجنبي والإصلاح الاقتصادي لكن يبدو أن هذه الفترة انتهت الآن مع عودة البلاد إلى عزلتها.
عبر خلافة والده في العام 2011، وجد كيم الذي كان شغوفا برياضة كرة السلة ودرس في سويسرا، نفسه على رأس إحدى أكثر الدول انعزالا.
في البداية، أظهر رغبة في تخفيف سيطرة الدولة على الاقتصاد وغض نظره عن تطور السوق السوداء. ومكنت هذه المبادرات الخاصة المتواضعة جدا البلاد من تسجيل أقوى نمو لها منذ 17 عاما في 2016، بحسب المصرف المركزي في كوريا الجنوبية.
في الوقت نفسه، أقام اتصالات مع سيول وذهب إلى حد دعوة نجوم كوريين جنوبيين لتقديم حفلات في بيونغ يانغ. وفي العام 2012، غنى فنانون في العاصمة الكورية الجنوبية أغنية “ماي واي” الشهيرة لفرانك سيناترا، وبعد ست سنوات، قدم نجوم موسيقى كيه بوب أغنية الفيلم الأميركي “روكي”.
ومنذ ذلك الحين، تسببت العقوبات الدولية التي فرضت على البلاد في عام 2017 بعد تجارب صاروخية وتجربة نووية، بإلحاق خسائر فادحة باقتصادها. كما أدى إغلاق حدودها في كانون الثاني/يناير 2020 لمكافحة فيروس كورونا إلى تفاقم الوضع.
لمواجهة ذلك، عزز الزعيم الكوري الشمالي قبضته ودعا إلى التضامن الوطني، بحسب محللين.
وقال تروي ستانغارون مدير المعهد الاقتصادي الكوري “فرض مزيد من الرقابة يشير إلى تراجع ثقة النظام”.
في غضون ذلك، وفقا لمحلّلين، فقد الزعيم الثقة بعد لقاءاته المختلفة مع الرئيس الأميركي وقتها دونالد ترامب والتي انتهت إلى طريق مسدود عام 2019. فقد فشل الزعيمان في الاتفاق حول شروط تخفيف العقوبات.
وشهدت كوريا الشمالية أكبر ركود اقتصادي منذ عقدين في عام 2020 بحسب المصرف المركزي لكوريا الجنوبية.
وخلال مؤتمر الحزب الحاكم في كانون الثاني/يناير، أقرّ كيم جونغ أون بأخطاء في تنفيذ الخطة الاقتصادية واصفا السنوات الخمس السابقة بأنها “أسوأ” فترة عرفتها بلاده.
واستعاد النظام رسميا السيطرة على كل التجارة الخارجية والأسواق المحلية. وأقرت بيونغ يانغ قانونا يعاقب الأشخاص الذين يملكون مقتنيات كورية جنوبية بالسجن 15 عاما.
ونقلت وسائل إعلام كورية شمالية كلام الزعيم الذي حض السلطات على القضاء على “السرطان الخبيث الذي يهدد أيديولوجيتنا ونظامنا الاجتماعي ويعيق الفكر المتفرد”.
وأوضح ستانغارون لوكالة فرانس برس “في الأوقات الصعبة، ينبغي للنظام تعزيز سيطرته لإعادة تأكيد سلطته”.
تقمع كوريا الشمالية من زمن طويل ما تسميه “الغزو الإيديولوجي والثقافي”. الوصول إلى الثقافة من الخارج مقيد بشدة وتفرض أحكام بالسجن على المخالفين.
كل المحطات الإذاعية والتلفزيونية معدة بشكل لا تستطيع تلقي إلا وسائل الإعلام الحكومية فقط ولا يتمتع الكوريون الشماليون بإمكان الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية.
لكن وفقا لمحلّلين، من الصعب أن تكون الرقابة شاملة لأن المواد الأجنبية منتشرة في كوريا الشمالية، لا سيما بين جيل الشباب، وذلك بفضل أقراص الذاكرة “يو إس بي” التي تستورد بشكل غير قانوني من الصين خصوصا.
وفي دراسة أجراها معهد دراسات السلام والتوحيد في جامعة سيول الوطنية، قال 50% من بين 116 شخصا فروا من كوريا الشمالية في عامي 2018 و2019 إنهم كانوا يشاهدون “كثيرا” من البرامج الترفيهية من كوريا الجنوبية.
وقال تشو هان-بوم وهو باحث بارز في معهد التوحيد الوطني الكوري، إن “جيل جانغمادانغ”، الأفراد الذين ولدوا وترعرعوا أثناء المجاعة في التسعينات وبعدها، من المرجح أن يقاوم القمع.
وبما أن الدولة لم تكن قادرة على تزويدهم بالحصص الغذائية خلال طفولتهم، نشأوا وهم يتدبّرون أمورهم بأنفسهم معتمدين على السوق السوداء للبقاء مع ولاء أقل للحكام بحسب تشو.
وأضاف أن “صراعا حتميًا سينشأ بين نهج كيم (جونغ أون) المحافظ وجيل الألفية وجيل زد (الذي يلي جيل الألفية) من الشمال الذين يحبّون المسلسلات الكورية الجنوبية وموسيقى فرقة البوب الكورية الجنوبية بي تي إس”.
