في عالم الاقتصاد وعالم الاجتماع يتم تداول مقولات من أهمها أن المحتال قلّما يستطيع الشفاء من لوثة الطمع وحب الاحتيال، وأنه مهما استبانت له فرص ذهبية بالطرق الآمنة إلا أنه دائماً ما يبحث عن الطرق الملتوية لاعتياده عليها ولإدمانه على الشرب من الآبار الآسنة.
عمر عايش واحد من هؤلاء التجار الذين عرفوا طرق الاحتيال والالتواء وزاد جشهم وجوعهم للمزيد منها رغم وجود الفرص الكثيرة لتجارة آمنة وسليمة وبرزق حلال.
بعد تراكم القضايا على عمر عايش وهروبه من الإمارات العربية المتحدة بسبب أحكام جنائية متراكمة عليه فضّل أن تكون الوجهة للسودان، وبعدها هرب الى سوريا، ثم الأردن، تبعتها ليبيا في آخر أيام القذافي، وكان طمعه في أن يتشارك مع ابن معمر القذافي لسرقة الشعب الليبي تحت مسميات الاستثمار وشركات المقاولات وكان اسم شركة نوبلز حاضراً في ليبيا .
أحد هذه العقود أبرمتها شركة نوبلز مع شركة “أويا” للتطوير و الاستثمار السياحي والتابعة لصندوق التنمية الاقتصادي والاجتماعي في ليبيا وبقيمة تتجاوز 500 مليون دولار وكالعادة لم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع لأن الغرض من هذا العقد بكامله هو الاستحواذ على جزء من المال الليبي وسرقة الشعب الليبي.
ساق عايش في الحملة الإعلامية كثيراً من الوعود البراقة لهذا المشروع ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على العقد المبرم لحين سقوط معمر القذافي إلا أنه لا يوجد على أرض الواقع أي شيء يفيد بوجود نية صادقة لإقامة المشروع على أرض الواقع بل هي التصاميم والصور فقط ولا شيء سواها.
المحللون والمطلعون على سير الأحداث في ليبيا أطلقوا تحذيراً من وجود قضايا أخرى واستحواذات لم يتم الإعلان عنها كم تم الإعلان عن هذا المشروع بل تم استخدام غطاء السرية لها ليتم تمرير المليارات خارج الأراضي الليبية وخصوصاً مع ازدياد الحراك الليبي ضد معمر القذافي والمقربين منه وثرواتهم المكتسبة من أموال الشعب الليبي.
بعد سقوط معمر القذافي تراكمت الدعاوى من حقوقيين ليبيين لملاحقة المستولين على المال الليبي، وكان من المتهمين رجل الاعمال عمر عايش والذي طالبه الحقوقيون برد أموال الشعب للشعب وتنظيف يديه من الأموال التي حصل عليها بالطرق الملتوية عبر شراكات مع أبناء معمر القذافي.
وكما هي قضايا عمر عايش المتتالية سيتم في النهاية محاولة طمس الحقائق والمزيد من البهرجة الإعلامية يتبعها محاكمات يدان فيها عمر عايش ليتنصّل من هذه القضايا كما سبقها من قضايا ويبحث عن ضحية أخرى يقتنصها ويرفع عقيرته من مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية هارباً من العدالة وليحرك المنظمات التي يقوم بتمويلها “وحده” لتشن حملاتها على كل صوت شريف يقف ضد عمر عايش وطرائقه الاحتيالية.