ظهور متباين للعرب بالجولة الثانية للدور الأول في أمم أفريقيا

اختتمت الجولة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حالياً بالكاميرون، الأحد، والتي كانت حاسمة لعدد من منتخبات المسابقة.

وضمنت 3 منتخبات تأهلها للأدوار الإقصائية في البطولة، فيما ودع منتخبان المنافسات رسمياً في تلك الجولة، التي شهدت ظهوراً متبايناً للمنتخبات العربية السبعة المشاركة في المسابقة.

ويتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الست في البطولة لدور الـ16، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث، وهو ما يعني استمرار الصراع في الجولة الثالثة (الأخيرة) بالدور الأول بين 19 منتخباً لنيل التذاكر الـ13 المتبقية في مرحلة خروج المغلوب.

وبينما حجز منتخب المغرب أول مقاعد المنتخبات العربية في دور الـ16 للبطولة، التي توج بها عام 1976، في تلك الجولة، كان منتخب موريتانيا أول المودعين للمسابقة من ممثلي العرب في البطولة.

كما صعد للدور المقبل أيضا منتخبا الكاميرون ونيجيريا خلال الجولة الثانية، في حين خرج منتخب زيمبابوي مبكرا، ليفشل في التخلص من لعنة مرحلة المجموعات خلال مشاركته الخامسة في المسابقة.

وواصل المنتخب المغربي انطلاقته الجيدة في المجموعة الثالثة، بعدما تغلب 2-0 على منتخب جزر القمر في المواجهة العربية التي دارت بينهما، ليتصدر منتخب (أسود الأطلس) ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط، محققاً العلامة الكاملة، عقب فوزه 1-0 على نظيره الغاني في الجولة الأولى.

ويصبح مطالباً فقط بالتعادل مع منتخب الغابون، صاحب المركز الثاني برصيد 4 نقاط، في لقائه الأخير بدور المجموعات، لإنهاء مشواره في المجموعة وهو متربعا على الصدارة.

أما منتخب جزر القمر، الذي يشارك للمرة الأولى في أمم أفريقيا، فرغم تذيله الترتيب بلا نقاط، بخسارته في أول جولتين، لكنه يمتلك حظوظاً في التأهل عبر التواجد ضمن أفضل ثوالث، حال تغلبه في الجولة الأخيرة على المنتخب الغاني، صاحب المركز الثالث بنقطة واحد، الذي مازال يبحث عن فوزه الأول في النسخة الحالية للمسابقة التي توج بها 4 مرات.

وفي المجموعة الرابعة، استعاد منتخب مصر، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، اتزانه بعد صدمة الخسارة أمام نيجيريا 0-1 بالجولة الأولى، وذلك عقب تغلبه 1-0 على غينيا بيساو في الجولة الثانية.

وتقدم منتخب مصر للمركز الثاني برصيد 3 نقاط، بفارق 3 نقاط خلف المنتخب النيجيري، الذي يعد المنتخب الوحيد في البطولة الذي ضمن صدارته لمجموعته رسمياً قبل انطلاق الجولة الأخيرة، حتى في حال تساويه في رصيد النقاط مع منتخب (الفراعنة) بنهاية الدور الأول، لتفوقه عليه في المواجهة المباشرة بينهما.

وفي نفس المجموعة، عجز منتخب السودان، بطل المسابقة عام 1970، عن تحقيق الفوز للمباراة الثانية على التوالي، بخسارته1-3 أمام منتخب نيجيريا بالجولة المنقضية، ليتجمد رصيده عند نقطة واحدة في ذيل الترتيب، بفارق الأهداف خلف منتخب غينيا بيساو، صاحب المركز الثالث، المتساوي معه في نفس الرصيد.

وسيكون ديربي وادي النيل بين مصر والسودان في الجولة الأخيرة حاسما في مستقبل كلا المنتخبين اللذين سيبحثان عن النقاط الثلاث، لاسيما المنتخب السوداني، الذي بات مطالباً بالفوز إذا أراد تجنب الخروج المبكر من المسابقة.

فيما ستكون نقطة التعادل كافية للمصريين للحفاظ على وصافة ترتيب المجموعة، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بالجولة الثالثة في المجموعة بين نيجيريا وغينيا بيساو.

وفي المجموعة الخامسة، تلقى محبو الكرة العربية صدمة قاسية من المنتخب الجزائري (حامل اللقب) الذي نال خسارة مفاجئة 0-1 أمام منتخب غينيا الاستوائية، ليتجمد رصيده عند نقطة واحدة في مؤخرة الترتيب، بعد تعادله المخيب بدون أهداف مع منتخب سيراليون في مستهل مشواره بالمجموعة.

وأصبح يتعين على منتخب الجزائر، الذي حرمه منتخب غينيا الاستوائية من مواصلة سلسلة اللاهزيمة والتي وصلت إلى 35 مباراة دولية بمختلف البطولات، الفوز على منتخب كوت ديفوار، متصدر الترتيب برصيد 4 نقاط، في ختام لقاءات المجموعة، لمواصلة مشوار حملة الدفاع عن اللقب، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بنفس الجولة بين منتخبي غينيا الاستوائية، صاحب المركز الثاني بثلاث نقاط، ومنتخب سيراليون، الذي يحتل الترتيب الثالث حاليا بنقطتين.

ولن تكون المهمة سهلة على منتخب الجزائر، الذي يخشى تكرار ما حدث له في نسخة المسابقة عام 1992 بالسنغال، عندما ودع المسابقة مبكرا من الدور الأول وهو حاملاً للقب النسخة السابقة، خاصة في ظل سعي المنتخب الإيفواري للثار من خسارته أمامه بدور الثمانية في البطولة الماضية التي أقيمت بمصر عام 2019.

وعلى النقيض تماما، فقد حملت تلك الجولة السعادة للمنتخب التونسي، الفائز باللقب عام 2004، الذي استعاد هيبته من جديد عقب فوزه الكبير 4-0 على نظيره الموريتاني الأحد، معوضا خسارته المثيرة للجدل 0-1 أمام مالي في الجولة الأولى.

ويتواجد منتخب تونس، الذي حقق انتصاره الأضخم في البطولة منذ عام 1965، في المركز الثالث بثلاث نقاط، بفارق نقطة خلف منتخبي مالي وغامبيا، اللذين يتقاسمان الصدارة.

فيما تذيل منتخب موريتانيا الترتيب بلا نقاط، ليخرج رسميا من البطولة، حتى حال فوزه على منافسه المالي في الجولة الأخيرة، وخسارة تونس من غامبيا، لخسارته في المواجهة المباشرة مع التونسيين.

وستكون نقطة التعادل كافية لمنتخب تونس إلى حد كبير للصعود ضمن أفضل ثوالث، لكن الفوز سيمنحه الفرصة لتحسين مركزه في المجموعة بكل تأكيد، وملاقاة منافس أسهل نسبيا في دور الـ16.

أما في باقي المجموعات الأخرى، ففي المجموعة الأولى، حسم منتخب الكاميرون، الذي يمتلك 5 ألقاب في المسابقة، صعوده في تلك الجولة، بعدما حقق فوزه الثاني بالبطولة بتغلبه 4-1 على نظيره الإثيوبي، وذلك عقب افتتاحه البطولة بالفوز 2-1 على بوركينا فاسو.

وتتصدر الكاميرون الترتيب برصيد 6 نقاط، بفارق 3 نقاط أمام منتخبي بوركينا فاسو والرأس الأخضر (كاب فيردي)، صاحبي المركزين الثاني والثالث على الترتيب، فيما يتذيل منتخب إثيوبيا المجموعة دون نقاط.

وأصبح الصراع في الجولة الأخيرة دائراً بين منتخبات بوركينا فاسو وكاب فيردي وإثيوبيا للحصول على ورقة الترشح للدور المقبل برفقة منتخب الكاميرون الذي يلتقي مع كاب فيردي اليوم الاثنين، فيما يواجه منتخب بوركينا فاسو نظيره الإثيوبي بنفس التوقيت.

ولا يختلف حال المجموعة الثانية عن وضع المجموعة السادسة كثيراً، حيث وضعت منتخبات السنغال وغينيا ومالاوي قدماً في الدور المقبل في الجولة الثانية.

وتتقاسم السنغال وغينيا الصدارة برصيد 4 نقاط عقب تعادلهما سلبياً في الجولة المنصرمة، بفارق نقطة أمام منتخب مالاوي، صاحب المركز الثالث، الذي فجر مفاجأة كبرى بتغلبه بنفس الجولة 2-1 على المنتخب الزيمبابوي، ليطيح به من البطولة رسميا في ظل تذيله الترتيب بلا نقاط.

ويكفي منتخبا السنغال وغينيا حصد نقطة التعادل في مباراتيهما بالجولة الأخيرة للصعود رسمياً للدور المقبل، وربما سيكون التعادل مرضيا أيضاً للمنتخب المالاوي لبلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه.

وتلعب السنغال، التي تبحث عن التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخها، مع مالاوي في الجولة الأخيرة، التي تشهد مواجهة أخرى بين غينيا وزيمبابوي.