د. عبدالله الكعيد
إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار.
قبل أكثر من عقدين وقبل أن تكتسح حياتنا تلك المنصات والتطبيقات (السوشليّة) الجاذبة الأشبه بالفخاخ محكمة الحبك والتمكن في اصطياد فرائسها كنت اتجاذب أطراف الحديث مع أحد الزملاء الكُتّاب بأحد مقاهي شارع التحلية في حبيبتنا الرياض لكن في أول الليل وليس في آخره حسب المبدع الأمير بدر بن عبدالمحسن (آه. ما أرق الرياض تالي الليل ..
انا لو أبي ..
خذتها بيدها ومشينا)
أقول.. فرض الهاتف الجوال (جديد النشأة حينها) نفسه على حديثنا فقال صاحبي: قيد آخر سنرتضيه بأراداتنا وسيكبلنا مستقبلا كما كبّل من سعى بحُرِّ ماله واشترك بالهاتف السيّار في مركبته!
أصدقكم القول بأنني لم أك متشائما حينها كزميلي فقد كنت أتطلّع للجهاز المتواضع الصغير الذي وضعته أمامي بجانب كوب القهوة مزهواً به رغم وصفه بالقيد الناعم.
اليوم بعد أن اصبح العالم كل العالم على اتساعه داخل زنزانة صغيرة محصورة في هذه الشاشة الصغيرة أدركت ماذا كان يعني صاحبي.
صحيح أن التقنية بما فيها الانترنت ومنصاتها سهّلتِ مُعظم الصِعاب وأصبحنا كبشر في المجتمعات المتحضرة لا نستغني عنها في كثيرٍ من مناشط الحياة لكن هل يعني هذا أن نُصبح اسرى لها ترتبك حياتنا فيما لو غابت أو غُيّبت؟
جربوا فصل مصدر الانترنت ولو لدقائق معدودة في منازلكم وارصدوا ردود أفعال افراد الأسرة تعرفون مدى التعلّق بالشبكة العنكبوتية الآسرة.