اتهمت النصيحة التي تم الترويج لها كثيرًا بضرورة اتخاذ 10000 خطوة يوميًا لصحتنا، بالافتقار إلى الأدلة، ولكن الأبحاث الجديدة تظهر أن تحقيق هذا الهدف يمكن أن يكون له فوائد هامة، وفق ما نقله موقع “New Scientist“.
يبدو أن اتخاذ ما بين 9000 و10000 خطوة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة أو الحوادث المرتبطة بالقلب، مما يمنح شرعية للفكرة التي كانت قد تم انتقادها بسبب غياب الدلائل العلمية، كما تشير الدراسة التي أجراها ماثيو أحمدي وزملاؤه في جامعة سيدني بأستراليا.
وقد أخضع الفريق بالتحليل أكثر من 72 ألف شخص، بمتوسط عمر 61 عامًا، في إطار دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حيث رصدوا حركتهم باستخدام مقياس تسارع على معصميهم لمدة أسبوع واحد. وفي نتيجة لذلك، يقول أحمدي: “تمكنا من تحديد الخطوات اليومية”.
وتمت متابعة المشاركين لمدة تقريبية سبع سنوات، وخلال هذه الفترة، توفي 1633 شخصًا وتعرض 6190 لأمراض القلب المرتبطة.
وبعد تعديل العوامل الأخرى التي قد تؤثر على خطر الإصابة بالمرض أو الوفاة خلال تلك الفترة، مثل جودة النظام الغذائي وعادات التدخين وممارسة التمارين الأخرى، استنتج الباحثون أن العدد المثالي للخطوات في اليوم يتراوح بين 9000 و10000، مع بدء التراجع في الفوائد بعد ذلك.
وربط اتخاذ هذا العدد من الخطوات بانخفاض نسبة الوفاة بنسبة 39% خلال فترة المتابعة، وانخفاض خطر الإصابة بحوادث القلب بنسبة 21%.
ويقول ديل إسليجر من جامعة لوبورو في المملكة المتحدة: “تساعد هذه الدراسة على دفع العلم قدمًا، والتخلي عن الترويج، في سبيل تعزيز الأدلة المؤيدة للنشاط البدني والتوجيهات المستقرة”.
ومع ذلك، يقول نيكولاس بيرغر من جامعة تيسايد في المملكة المتحدة إن الدراسة كانت “مصممة بشكل جيد للغاية” مع “أساليب صارمة وتحليل إحصائي”، لكن إسليجر يشير إلى أن مقاييس التسارع التي تُرتدي على المعصم ليست دائمًا الأفضل كمؤشر على عدد الخطوات.
وجدير بالذكر أن الباحثين لم يأخذوا في الاعتبار عدد الخطوات التي يتم أخذها في الدقيقة. يقول إسليجر: “قد تكون حوالي 6000 خطوة يتم أخذها بوتيرة أسرع أكثر فعالية للصحة من 10000 خطوة بوتيرة أبطأ”.