شوقية الأنصاري – كاتبة وباحثة في أدب الطفل والأسرة
مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، الذي يُصادف الـ8 من مارس كل عام، تشارك السعودية دول العالم في الاحتفاء بـ”اليوم العالمي للمرأة”، بمنظومة واسعة من البرامج والفعاليات، تشجّع على تعزيز دور المرأة وتقدُّمها في مختلف المجالات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
الرؤية الوطنية حين آمنت بممكّنات جنود أرضها وقدراتهم القيادية لم تمحُ من خارطة رؤيتها المرأة السعودية، فكان الاهتمام بها يمتد من أصول متجذّرة بالقيم الدينية والمجتمعية، أسّس الإسلام مكانتها بعزّ وكرامة وإحسان، وما زالت مكانة المرأة الأسرية والمجتمعية والمهنية والإنسانية تحظى بتقدير واهتمام.
ما نقرأه اليوم من مؤشّرات التمكين والرعاية للمرأة هو ما قادها لتحقيق نتائج مبهرة متصاعدة، من أمومة حانية، لتربوية ومهنية بطموحها نامية، لقائدة وثّابة متطوّرة حالمة، لسفيرة محنّكة بقرارها حاسمة، لم تخلع جلباب هويتها، وتسلّحت بالعلم وتفجّرت ينابيع معرفتها، وانبثق نور فكرها مخترعة ومبتكرة بشعاع الحق عالمة، فكانت لبصمة حضورها شواهد في المناصب القيادية الوزارية، وبمجلس الشورى.
وتمكّنت المرأة السعودية من تثبيت بصمتها العالمية كسفيرة ورئيسة لمنظمات دولية، ومبتعثة للسلام وحقوق الإنسان، كل ذلك جاء من إيمانها بقوة الأنثى الصابرة المتعلّمة المتزنة في عصر التناقضات، لتجد من ولاة أمرنا حفظهم الله السند والعون والتمكين، فرسمت على كل المنابر الدولية حضورها، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وصحيا وتعليميا وإنسانيا، محققةً تلك المعجزة التكوينية في تكوين إرادة المرأة.