لشهر رمضان المبارك في السعودية طابع خاص، يتميز بالمظاهر الاجتماعية والتقاليد المتوارثة والأجواء المفعمة بالروحانية للشعب الذي تحتضن أرضه أطهر مقدسين في البقاع المسلمة؛ الكعبة وقبر الرسول الكريم.
هذا الطابع يتجسد في التلاحم والألفة بين أفراد المجتمع، والتمسك بتقاليد متوارثة ترحيبًا بالشهر الكريم، حافظ عليها المجتمع السعودي جنبًا إلى جنب مع سعيه للتطور المشهود في السنوات الأخيرة. فكيف يستقبل السعوديون رمضان؟
يتم التأكد من دخول شهر رمضان من خلال رصد الهلال بالطرق التقليدية، على الرغم من تقدم علم الفلك وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية. ومع إعلان ثبوت الرؤية يتعايد الناس بالتهنئة وتبدأ كل منطقة بإحياء تقاليدها الرمضانية المتنوعة مثل طريقة أهل عسير الذين يشعلون النيران الكثيفة في أسطح المنازل لاستقبال الشهر الفضيل.
زينة رمضان تُعد من أبرز سمات الأجواء الرمضانية في المملكة، حيث يتم تزيين المنازل بالفوانيس والمفارش ذات الطبعة الرمضانية، بالإضافة إلى أدوات التقديم مثل الصحون والفناجين الخاصة بالقهوة العربية، كلها تحمل ألوانًا مستوحاة من رمضان.
وتتضمن العادات أيضًا إضاءة أبواب المنازل بالخيوط الكهربائية الملوَّنة وتزيين الأشجار وعرض الأقمشة المكتوب عليها “رمضان كريم” والأدعية الدينية والآيات القرآنية.
وفيما يتعلق بالمأكولات، يتميز المطبخ السعودي في رمضان بتقديم عدة أطباق شهية مثل السمبوسك واللقيمات وخبز التميس والفول، بالإضافة إلى الأطباق الرئيسية مثل الكبسة التي تتكون من دجاج وأرز.
وتبدأ النساء التحضير لسفرة الإفطار بشراء الحاجيات والمستلزمات المختلفة، مما يساعد على توفير الوقت والجهد خلال الإعداد للإفطار.
يُعتبر مدفع الإفطار جزءًا لا يتجزأ من تجربة رمضان في المملكة، حيث يُسمع صوته مع أذان المغرب لإعلان بدء وقت الإفطار، ويُكرر ذلك أيضًا في وقت الإمساك عند صلاة الفجر.
يتناول السعوديون عند الإفطار التمر والرطب والماء أو الحليب، وهو ما اصطلح تسميته عندهم بـ”فك الريق”. ثم يرجع الناس ليتناولوا طعامًا خفيفًا مثل شوربة وسمبوسك، وأصنافًا خفيفة مثل المعجنات إضافة إلى العصائر الرمضانية، قبل أن يحتسون الشاي الأحمر مع الحلويات الرمضانية أثناء مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تصاحب موعد الإفطار.
وتجمع صلاة التراويح العائلات في المساجد لأداء الصلاة، تليها جلسات السحور والزيارات العائلية، وتستمر التقاليد الرمضانية في المملكة بعد انتهاء شهر الصيام من خلال عمل الخير وتقديم المساعدات للمحتاجين، وأداء العمرة في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك.
وقد أعلن الديون الملكي أن المحكمة العليا قررت أن يوم غدٍ الإثنين الموافق 11 مارس 2024، هو غرة شهر رمضان المبارك لهذا العام 1445هـ، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال.
وأجرت 10 مراصد فلكية في المملكة العربية السعودية عمليات رصد دقيقة للهلال، 5 منها تابعة لجامعات، و5 تابعة لجمعيات علمية.
وكانت المحكمة العليا في المملكة دعت إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان، وأن يبلغ من يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير أقرب محكمة.