تستمرّ الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تطوّرات على أرض المعركة في العديد مِن المدن لصالح الجيش في الأيام الأخيرة، ليستعيد الجيش سيطرته على مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد قرابة عام من سيطرة الدعم السريع، فهل ستكون لتلك التطوّرات علاقة بقرب انتهاء الحرب وصياغة مرحلة جديدة بالسودان؟
وبشأن سيناريوهات تطورات الأوضاع في السودان مع استمرار الحرب بين الجيش والمليشيات، يقول السماني عوض الله، المحلل السياسي السوداني ورئيس تحرير موقع “الحاكم نيوز”، إن “الحرب في السودان شهدت العديد من التحولات الكبيرة خلال الآونة الأخيرة، بعد أن تحوّلت القوات المسلحة من حالة الدفاع إلى الهجوم، واستعادت العديد من المواقع الاستراتيجية والمحصّنة من صفوف قوات الدعم السريع خلال الأشهر الأخيرة، فضلاً عن ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المليشيات”.
ويُضيف السماني عوض الله، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “القوات المسلحة عملت على منع وصول العديد من الإمدادات العسكرية والتجهيزات اللوجيستية إلى صفوف “الدعم السريع”، مما عمل على فقدان تلك المليشيات للكثير من الجنود والقواعد العسكرية، وتلك تعد أبرز المتغيّرات التي شهدتها الحرب خلال الفترة الأخيرة، وسيكون لها أثر بالغ على حسم دفة القتال، وبالتالي التأسيس لمرحلة جديدة من عمر السودان.
ويوضّح المحلل السياسي السوداني أن “قوات الدعم السريع بدأت تفقد توازنها في العاصمة الخرطوم وفي أم درمان ومدن أخرى استراتيجية أمام هجمات الجيش، وعلى الرغم من الانتشار الكبير لـ”الدعم السريع” في قرى ومناطق ولاية الجزيرة، فإنها لن تكون ذات تأثير خلال الأيام المقبلة مع إعادة قوات الجيش خططها وتمركزاتها وكثافة تحركاته على المحاور المهمة والاستراتيجية نحو السيطرة الكاملة، وكلها سيناريوهات تقود إلى عمليات تبشّر بإنهاء الاقتتال في السودان”.