قُتل سبعة أشخاص على الأقل الثلاثاء، غالبيتهم أطفال، في إطلاق نار داخل مدرسة ثانوية في مدينة قازان بوسط روسيا، بحسب مسؤولين ووكالات الأنباء الروسية.
وقال مسؤولون إن مسلحا واحد على الأقل نفذ الهجوم وتم اعتقاله، رغم تقارير غير مؤكدة عن مهاجمين أحدهما قتل.
وذكر متحدث باسم الشرطة إن عناصر الشرطة توجهوا إلى المدرسة رقم 175 في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية في أعقاب تقارير عن إطلاق نار.
وأظهرت مشاهد مصورة غير احترافية نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، التقطت على ما يبدو من مبنى مجاور، عددا من الأشخاص وهم يقفزون من نوافذ الطبقة الثانية والثالثة لمبنى المدرسة، فيما كانت أصوات الطلقات تدوي في الملعب.
وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب إن سبعة أطفال قتلوا و16 شخصا أصيبوا بجروح.
وقال رئيس بلدية قازان إن ثمانية أشخاص قتلوا، فيما ذكرت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن مصادر رسمية أن 11 شخصا لقوا حتفهم.
وكانت تقارير أولية أفادت عن مهاجمَين تحصن أحدهما في الطبقة الرابعة للمبنى وأردته الشرطة، لكن مسؤولين أكدوا فيما بعد أن مسلحا واحدًا نفذ الهجوم.
وقالت لجنة التحقيقات التي تنظر في جرائم كبرى في روسيا إن مواطنا مولودا عام 2001 تم توقيفه فيما يتصل بالهجوم.
على الفور، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمراجعة قوانين حمل الأسلحة في روسيا، فيما أعلنت السلطات الحداد الأربعاء.
توجه رئيس تتارستان رستم مينيخانوف إلى موقع الهجوم ودخل المدرسة بعدما أعلنتها أجهزة تطبيق القانون منطقة أمنية.
وقال مينيخانوف في تصريحات بثها التلفزيون “نشعر بغاية الحزن إزاء ما حصل. … إنها مأساة كبرى تمنى بها جمهوريتنا”.
وكان قد ذكر في وقت سابق إن أربعة صبيان وثلاث فتيات من بين القتلى.
وقال “نُقل 16 شخصا آخرين إلى المستشفى” هم 12 طفلا وأربعة بالغين.
ووصف منفذ الهجوم المعتقل بأنه “إرهابي” ويبلغ 19 عاماً. وقال للتلفزيون الرسمي إن الشاب “يملك رخصة حمل سلاح”.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي عشرات الأشخاص أمام المدرسة فيما كانت عربات الإطفاء والشرطة تنتظر في الشوارع المحيطة.
وقالت إيلينا وهي من أهالي قازان وكانت أمام المدرسة لإذاعة صدى موسكو إن عناصر تطبيق القانون كانوا يبعدون الناس من محيط المبنى.
وقالت للمحطة الإذاعية “الأهالي يبكون والفرق الطبية تقدم الأدوية. الناس مذعورون”.
وعبر بوتين عن “خالص تعازيه” للضحايا وأمر بمراجعة قوانين ضبط الأسلحة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “الرئيس أمر بأن تتمّ بشكل عاجل صياغة إطار جديد بشأن نوع الأسلحة التي يسمح للمدنيين بحملها، مع الأخذ بالاعتبار نوع” السلاح المستخدم في عملية إطلاق النار في قازان.
وهذه أسوأ عملية إطلاق نار في مدرسة روسية منذ العام 2018، إذ نادراً ما تتعرض المدارس لحوادث مماثلة نظرا للإجراءات الأمنية المشددة في المرافق التعليمية ولصعوبة شراء أسلحة نارية بشكل قانوني علما بأنه من الممكن تسجيل بنادق الصيد.
وتقع قازان المدينة التي تعدّ أكثر من 1,2 مليون نسمة، على مسافة حوالى 700 كلم إلى الشرق من موسكو.
وتذكّر عملية إطلاق النار هذه بتلك التي حصلت في تشرين الأول/أكتوبر 2018، عندما قتل طالب في الصف الثانوي 19 شخصاً قبل أن ينتحر في مدرسة في مدينة كيرتش بشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها روسيا عام 2014. وظهر المهاجم في مشاهد مصورة مرتديا قميصا قطنيا شبيها بقميص أحد منفذي هجوم في مدرسة كولومباين الأميركية عام 1999 والتي قتل فيها 13 شخصا.
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على “العولمة” في عملية إطلاق النار آنذاك، معتبراً أن ظاهرة إطلاق النار في المدارس نشأت في الولايات المتحدة.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، قُتل تلميذ وجُرح ثلاثة آخرون على يد زميل لهم انتحر بعدها في مدرسة في بلاغوفيشتشينسك وهي مدينة صغيرة في أقصى الشرق الروسي على الحدود الصينية.
وأكدت السلطات أيضاً أنها أحبطت في السنوات الأخيرة عشرات المخططات لتنفيذ هجمات على مدارس، في قضايا غالباً ما ينفذها فتية أو شباب.
في شباط/فبراير 2020، أوقفت أجهزة الاستخبارات الروسية شابين من مواليد عام 2005 يحملان الجنسية الروسية، كانا ناشطين على مواقع إلكترونية عدة حيث قاموا بتمجيد جرائم القتل والانتحار. وبحسب المحققين، فإنهما كان يعتزمان شنّ هجوم على مدرسة في مدينة ساراتوف المطلة على نهر لا فولغا.