تطفو قضايا الفساد على السطح، مع كل أزمةٍ تشهدها تركيا، فبعد الحرائق التي تستمر منذ أسابيع في مناطقٍ مختلفة من البلاد، كشف برلمانيون ينتمون لأحزابٍ معارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المديرية العامة للغابات أنفقت 2% فقط خلال الربع الأول من العام الجاري، من الميزانية المخصصة لها سنوياً لمواجهة الحرائق، وسط علامات استفهامٍ حول اختفاء ما تبقى منها.
ولم يرد وزير الزراعة والغابات التركي بكر باك ديميرلي على استجوّاب قدّمه مراد أمير، النائب عن حزب المعارضة الرئيسي وهو “الشعب الجمهوري” إلى رئاسة البرلمان، بخصوص اختفاء ما تبقى من ميزانية المديرية العامة للغابات وكيفية انفاقها، وذلك في وقتٍ فتح فيه المدعي العام في أنقرة تحقيقاً مع العشرات بعد انتقاداتهم للسلطات بسبب فشلها في التعامل مع الحرائق، لكن المدعي العام وجد في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي “احتقاراً من مسؤولي الدولة وهيبتها”.
وقال العالم البيئي غونار يالنتش إن “المديرية العامة للغابات خصصت 193 مليون ليرةٍ تركية لمواجهة الحرائق، لكنها استخدمت من هذا المبلغ حوالي 4 ملايين فقط، وبطبيعة الحال المديرية لم تتعامل بشفافية مع هذه الأرقام ولم ترد إلى الآن على كيفية إنفاقها لتلك الميزانية التي لم تستخدم بتاتاً في مواجهة الحرائق”.
وأضاف العالم التركي لـ”العربية.نت” أن “استجابة السلطات مع الحرائق لم تكن كافية ولم تأتِ في الوقت المناسب”، متهماً دائرة مكافحة الحرائق بـ”التقاعس عن أداء مهامها”.
وتابع: “الحرائق أضرت المناطق السياحية خاصة الواقعة على بحر إيجة والأبيض المتوسط، وكذلك أضرت بالغابات، التي تعتبر موطناً لآلاف الكائنات الحية، وبالتالي إذا اختفت الغابات نتيجة الحرائق، سوف تختفي العديد من تلك الكائنات وسيتغير حكماً المناخ ويتعطل النظام البيئي”.
وكشف أن “الحرائق ستؤدي أيضاً إلى هجرة عدد كبير من القرويين المقيمين على أطراف الغابات لاسيما العاملين في الزراعة وتربية المواشي، لأن بعد الحرائق الأخيرة سوف تتدهور جودة الهواء والمياه والتربة”.
وكان أمير قد قال في كلمته داخل البرلمان إن “المديرية العامة للغابات صرفت 2 % من ميزانيتها السنوية كما لو أنه لن يكون هناك أي حرائق”، مضيفاً أنه “من هذا الرقم الضئيل نعرف لماذا لم تكن مواجهة الحرائق فعّالة”. كما طلب من وزير الزراعة والغابات معرفة أين صُرِف باقي المبلغ المتبقي من الميزانية، لكن الوزير لم يردّ حتى الآن.
وتواجه تركيا منذ أسابيع، حرائقاً هي الأعنف، وقد أودت بحياة العشرات بين قتيل وجريح في مناطقٍ زراعية وأخرى سياحية تقع جنوب وجنوب غربي البلاد.
ووافقت أنقرة على تلقي المساعدة في إطفاء النيران من روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان ودولٍ أخرى، وهو أمر عرّض حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده أردوغان، لانتقادات قاسية من خصومه وأيضاً من بعض أنصاره خاصة وأن معدات إطفاء الحرائق لم تكن كافية لدى السلطات التركية.