استقالات بالجملة تضرب صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله بسبب موقفها من التظاهرات

أقدم عدد من الصحافيين في جريدة "الأخبار" اللبنانية، المعروفة بقربها من حزب الله، على الاستقالة احتجاجاً على مقاربة الصحيفة للتحركات الشعبية ضد الطبقة الحاكمة التي تجتاح لبنان للأسبوع الثالث على التوالي.

وأعلن الصحافيون الأربعة على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تباعاً استقالتهم من الصحيفة التي تعتمد موقفاً ناقداً إلى حد ما للتظاهرات المطالبة بتغيير الطبقة السياسية احتجاجاً على فسادها وعجزها عن حل المشاكل المعيشية. وتبلور موقف الصحيفة خصوصاً بعد موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي حذر من "تورط جهات خارجية" في الحراك.

وأعلنت الصحافية صباح أيوب، مسؤولة قسم الرأي، اليوم الثلاثاء على حسابها على موقع "تويتر" استقالتها "لتراكم أسباب آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 27 تشرين الأول الشعبية".

كما أعلنت الصحافية في قسم الاقتصاد فيفيان عقيقي استقالتها عبر "فيسبوك"، مرجعةً ذلك "لأسباب مهنية متعلقة بتغطيتها للانتفاضة الشعبية.. ولغيرها من الأسباب المتراكمة".

بدوره، كتب رئيس قسم الاقتصاد في الصحيفة محمد زبيب أمس الاثنين على حسابه على موقع "فيسبوك": "تقدمت باستقالتي من صحيفة الأخبار الأسبوع الماضي احتجاجاً على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة وانفصامها الذي يطبع مسيرتها منذ ثماني سنوات من دون أي علاج".

وكانت الصحافية جوي سليم من القسم الثقافي أعلنت الأسبوع الماضي استقالتها للأسباب ذاتها.

وتميزت صحيفة "الأخبار" منذ انطلاقها في العام 2006 بمواضيع اقتصادية واجتماعية تحاكي هموم الناس في الشارع، وقد طرحت العديد من القضايا المعيشية المؤلمة، وفضحت قضايا فساد.

ولدى بدء الحراك الشعبي في لبنان قبل أكثر من أسبوعين ضد الطبقة الحاكمة، اتخذت الصحيفة موقفاً مؤيداً للتحرك وعنونت "الشعب يستطيع"، حتى إنها وصفت ما يحصل بـ"انتفاضة شعبية يشهدها لبنان من أقصاه إلى أقصاه، فجّرتها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة".

وبعد أيام، تغير موقف الصحيفة بوضوح، فحذرت من "خطف" الحراك أو من استغلاله من قوى سياسية مدعومة من دول إقليمية.

وغداة كلمة نصرالله في 25 أكتوبر التي حذر فيها من "الفوضى والانهيار" في حال استقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري (التي استقالت لاحقاً) وشكّك بـ"عفوية" الحراك الشعبي، خرجت الصحيفة بعنوان "لبنان ينقسم".

ثم بدأت تصر على فكرة أن الشارع "خُطف" من خصوم حزب الله السياسيين، منتقدةً قطع الطرق وشل البلاد.

والاثنين، عنونت الصحيفة "حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟"، وكتبت: "بعدما دخلت الهبّة الشعبية أسبوعها الثالث، تبدو البلاد أسيرة سلطة مكابرة وعاجزة عن الإنقاذ، ومراهقين لا يرون أبعد من أنوفهم، ومجموعة من المتآمرين الذين يريدون الفوضى، ولو على حساب الناس المحتجين على كل واقعهم المزري".

وتُعد التظاهرات ضد الطبقة السياسية، التي بدأت في 17 اكتوبر غير مسبوقة في لبنان كونها عمت كافة المناطق اللبنانية من دون أن تستثني منطقة أو طائفة أو زعيماً.

ويطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية الراهنة، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد.