المساعدات الإنسانية والتنموية المقدمة من السعودية إلى اليمن تتجاوز 21 مليار دولار

قالت الدكتورة هناء عمر، مدير الشراكات والعلاقات الدولية في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إن المملكة العربية السعودية على مدى عقود، دعمت اليمن في مجالات متعددة.

وأوضحت خلال كلمتها في جلسة «العمليات والأولويات وجودة المساعدات» ضمن فاعليات مؤتمر «كبار المسؤولين الإنسانيين الخامس رفيع المستوى المعني باليمن»، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مملكة السويد، في مدينة بروكسل، أن مجموع المساعدات الإنسانية والتنموية المقدمة من المملكة إلى اليمن، تجاوز 21 مليار دولار أمريكي.

وأشارت إلى حرص مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على ربط الجهود الإنسانية بالجانب التنموي، لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وتحقيق استدامة أفضل.

وتطرقت إلى تقرير «تقييم الوكالات الإنسانية للاستجابة في اليمن»، الذي نشر في يوليو 2022م، وخطة الاستجابة لتوصيات التقييم، مشيرة إلى أهمية ضمان تنفيذ الاستجابة الإنسانية بكفاءة وبدون أي عوائق، ومواجهة التحديات الملحة في اليمن، خاصة التدخل والتسييس للمساعدات الإنسانية.

وأضافت: «التدخلات المستمرة في العمل الإنساني ستؤدي إلى تقليل جودة المساعدات بشكل كبير، كما أن تكرار هذه السلوكيات غير المسؤولة ستفاقم الوضع الإنساني هناك».

ونوهت بدور المانحين المهم في تعزيز وصول المساعدات الإنسانية، من خلال اتخاذ موقف حازم تجاه أي تدخلات أو عراقيل بوجه تلك المساعدات في اليمن، لافتة إلى أن التقييم المستقل للاحتياجات الإنسانية وحرية التنقل، تعد أمرًا ضروريًا للوصول إلى المحتاجين وتحقيق استجابات فعالة وشاملة، مع أهمية تقديم العديد من الخدمات الحيوية للنساء والفتيات.

كما سلطت الضوء على ما يتعرض له أطفال اليمن من خلال استخدام مدارسهم ومخيماتهم الصيفية لنشر الحملات الفكرية التي تستهدفهم، مبينة أن تجنيد الأطفال أصبح أمراً شائعاً للغاية، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة لضمان حماية الأطفال من التأثيرات الفكرية للميليشيات.

وأوضحت في هذا الخصوص، أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ مشروع إعادة إدماج الأطفال في اليمن «كفاك» منذ عام 2017م، وتمكن خلاله من إعادة تأهيل 580 طفلاً في المجتمع.

كما أشارت إلى تمكن المركز عبر مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، من إزالة ما يقارب 400 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة، مشيرة إلى أن زراعة الألغام أدت إلى فقد الكثير من اليمنيين المدنيين لأطرافهم، لذلك دعم المركز 4 مراكز للأطراف الصناعية، التي قدمت خدماتها لأكثر من 150 ألف يمني بما في ذلك النازحين، وحوالي 5 آلاف طفل، بتكلفة تزيد على 34 مليون دولار أمريكي.

كما أشارت إلى التقدم الملحوظ في خطة إنقاذ الناقلة النفطية «صافر»، وتفاؤل الجميع بأن الناقلة البديلة في طريقها إلى اليمن، مع أهمية إيجاد حل مستدام لهذه الأزمة لتجنب مخاطر تسرب النفط المحتملة من الناقلة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية.

ونوهت بدعم المملكة العربية السعودية للخطة السابقة لناقلة «صافر» في عام 2018م، إلى جانب دعم الخطة الحالية بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي، بهدف القضاء على التهديد الذي يمثله تدهور الأوضاع في الناقلة على سبل معيشة اليمنيين الذين يعيشون على ساحل البحر الأحمر، إلى جانب تأثيرها على حركة السفن بما في ذلك السفن التجارية الدولية التي تعبر باب المندب التي تمثل 12% من التجارة البحرية العالمية.