أصعب شيء في القيادة

تم إجراء استفتاء لعدد من القيادات في المؤسسات المختلفة وخبراء القيادة والمديرين التنفيذيين للشركات حول أصعب شيء في القيادة من خلال خبرتهم وممارستهم لأعمالهم القيادية، فتباينت إجاباتهم باختلاف وتباين معارف ومهارات وخبرات كل قائد منهموبتباين ثقافة كل مؤسسة عمل بها، ويمكن تلخيص أصعب شيء في القيادةواجه أولئك القادة من خلال العناصر التالية:

  • اتخاذ القرارات الحكيمة والرشيدة، ويعتبر ذلك هو لب عمل القيادة، ومن يحدد حكمة القرار هو القائد بما يملكه من ثقافة ومهارة وخبرة وحكمةبتفاعله مع بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية.

 

  • مهام العمل التي لا تتوقف، ويمكن التعامل مع كثرة المهام بوضع الأشياء المهمة في المقام الأول، حيث ذكر ستيفن كوفي أن القيادة رحلة طويلة تحتاج للحفاظ على تركيزك كقائد.

 

  • موازنة وترتيب الاحتياجات والطلبات وفقاً لأولوياتها من أجل استثمار الوقت، وترتيب الأولويات ينبغي على كل قائد أن يتقنها من أجل استثمار أفضل للوقت وتحقيق الفاعلية والبعد عن الإغراق في التفاصيل.

 

  • تغيير الثقافة الحالية لأي مؤسسة إلى شيء جديد، ويعتبر ذلك تحدي يواجه أي قائد، حيث يمكن تغيير ثقافة المؤسسة وتطويرها وفق خطوات ومراحل يقوم بها القائد.

 

  • التمتع بالنضج والفطنة للتمييز بين الأشخاص وقدراتهم ومهاراتهم.

 

  • القيادة خلال الأزمات، حيث أن شخصية القائد تظهر بوضوح خلال الأزمات من خلال طرق تعامله معها وتحكمه بها.

 

  • متى يقول القائد "لا"، فكلمة "لا" لدى القائد لها دلالتها ومعناها وقوتها في قيادة المؤسسة نحو تحقيق الأهداف المنشودة.

 

  • مسؤولية تنمية المؤسسة، فالمؤسسات كائنات تنمو وتتطور، وتحتاج إلى من يهتم بها وبأفرادها وينميها ويطورها، ويكون ذلك وفق أسس ومنطلقات وخطوات إجرائية واقعية.

 

  • حفاظ القائد على تواضعه، فللقيادة بريق ولمعان يذهل من يتولاها، والتحدي الذي يواجه أي قائد هو عدم الغرور والاعتداد بالنفس، معالحصول على الشكر والثناء باستمرار.

 

  • قيادة البشر، فقيادة الناس تتطلب قدرات ومهارات يفهم القائد بها الآخر وإمكاناته وعواطفه وشعوره، ويوظفها التوظيف الأمثل لتحقيق أهداف المؤسسة.

 

  • النقد بلا شك، حيث ذكر بعض القادة أنهم لايحبون النقد وأنه يؤثر على سلوكهم القيادي، مع العلم أن النقد يسهم في تحسين الأداء وتطوير العمل لمن يدرك أهميته وأبعاده.

 

  • وضع حدود لما يفعله القائد، حيث يلاحظ أن من يتولى قيادة هرم المؤسسات الحكومية أو الخاصة الكبيرة يغرق في التفاصيل وأغلبها أعمال تنفيذية ينشغل بها عن الخطط والسياسات.

 

  • قبول وتحمل المسؤوليات كقائد، فليس كل قائد لديه الاستعداد لتحمل المسؤوليات الخاصة بالمؤسسة والعاملين بها؛ لأن ذلك يتطلب شخصية كرزمية قيادية تقبل المسؤولية.

 

  • إدارة المفاهيم والتوقعات والقيم، فالمؤسسات تمللك ثقافات مختلفة ومفاهيم متباينة وقيم متنوعة، وأصعب دور يقوم به القائد هو قدرته على إدارة المفاهيم والتوقعات بما يحقق أهداف المؤسسة ويكون ذلك في تناغم وتكامل وانسجام بين أفرادها.

 

  • التركيز طويل المدى أو البعد الاستراتيجي للقائد، فبعض القادة يكون تركزيهم على النتائج السريعة بشكل رئيس؛ لتحقيق انتصارات عاجلة على حساب أهداف المؤسسة، وبعض القادة لا يملكون رؤية مستقبلية تحدد إطار عمل المؤسسة.

 

  • التوازن بين حياة القائد في المؤسسة وحياته الاجتماعية، يلاحظ أن معظم القادة تهمل حياتها الشخصية والاجتماعية على حساب العمل المؤسسي؛ مما يكون له أثر وانعكاس سلبي على أدائهم للعمل، فحياة القائد تتميز بالتنوع والتكامل والتوازن.

 

  • تسليم الراية، يعتقد بعض القادة أن عمله القيادي للمؤسسة مستمر لأمد طويل، ويغيب عنه أنه في يوم من الأيام سيسلم الراية لقائد آخر، فالأولى أن يعمل لتلك اللحظة التي يكون أدى فيها رسالتها القيادية بتحقيق إنجازات وأهداف للمؤسسة.

فرغم الصعوبات التي واجهت تلك القيادات في عملها المؤسسي والتنفيذي إلا أنها حققت نتائج باهرة ومتميزة للمؤسسات وأعمالها، والصعوبات تعني أن القيادة تواجه تحديات مختلفة ومتنوعة في أدائها لأعمالها، وعلى قدر التحديات تبرز القيادة.

ختاماً يمكنك إضافة أي صعوبة واجهتك كقائد؛ ليستفيد منها الآخرون في تنمية خبراتهم.

 

أستاذ الإدارة والتخطيط الاستراتيجي المشارك