أزمة الروهينغا في 2023.. مأساة الأقلية المسلمة مستمرة

لا يزال شعب "الروهينغا" الأقلية المسلمة التي تعيش في ولاية راخين في ميانمار، تعاني من أزمة إنسانية صادمة تؤثر على مئات الآلاف.

منذ عقود، يتعرض الروهينغا للاضطهاد من قبل الحكومة البورمية، والتي رفضتهم الجنسية وحقوقهم الأساسية.

وفي عام 2017، شنت الحكومة البورمية حملة قمع وحشية ضد الروهينغا، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.

فرّ الروهينغا من منازلهم إلى بنغلاديش المجاورة، حيث يعيشون الآن في مخيمات للاجئين مكتظة.

ولا يزالون يواجهون ظروفًا صعبة، حيث يفتقرون إلى الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية.

ودعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الروهينغا، وحثت الحكومة البورمية على وقف اضطهادها لهذا الشعب.

وهناك ما يقدر بنحو مليون من الروهينغا يعيشون في ميانمار، فضلا عن وجود أكثر من 700000 من الروهينغا نزحوا داخليًا في ميانمار. وهناك أكثر من 400000 من الروهينغا لاجئون في بنغلاديش.

تطورات أزمة الروهينغا في 2023

وفي نهاية 2023، ما زالت الأزمة مستمرة، ولا يزال الروهينغا يواجهون تحديات جسيمة.

وأصدرت الأمم المتحدة تقريرًا يصف جرائم الجيش البورمي ضد الروهينغا بأنها "إبادة جماعية".

وأكدت محكمة العدل الدولية أن غامبيا رفعت دعوى قضائية ضد ميانمار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين عسكريين بورميين.

وتبذل الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى جهودًا لتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين الروهينغا.

ومع ذلك، لم يتم إحراز تقدم كبير في حل الأزمة، حيث لا تزال الحكومة البورمية ترفض السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم حتى نهاية 2023.
وواصل الجيش البورمي قمع الروهينغا في ولاية راخين، كما وثقت الأمم المتحدة تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق ضد الروهينغا.

ونزح أكثر من 100 ألف شخص في ولاية راخين بسبب القتال بين الجيش البورمي ومجموعات مسلحة.

وتعاني الأمم المتحدة من نقص في التمويل لتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين الروهينغا.

ومن الصعب التنبؤ بمستقبل أزمة الروهينغا، لكن من المرجح أن تستمر الأزمة لسنوات عديدة.

ويرى شعب الروهينغا أن هناك حاجة إلى مزيد من الضغط الدولي على الحكومة البورمية لوقف قمعها والسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم.

2.25 مليار دولار تكلفة رعاية الروهينغا في السعودية

في سبتمبر 2023، عقدت بمقر الأمم المتحدة جلسة رفيعة المستوى بشأن أزمة أقلية الروهينغا، بمشاركة دولة رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية الشيخة حسينة واجد، والمستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وذلك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 في مدينة نيويورك.

وقدم الدكتور عبدالله الربيعة خلال كلمته في الجلسة شكره الجزيل للمنظمين على دعوة السعودية للمشاركة في هذا الحدث، مؤكدا أن السعودية وقفت دائما مع المجتمع الدولي بحزم ورفضت حرمان أقلية الروهينغا من حقوقها، مشيراً إلى أنه منذ بداية الصراع استضافت السعودية أكثر من 260 ألف لاجئ (زائر) من الروهينغا الذين تم تقديم الرعاية الصحية العامة وفرص العمل والتعليم لأطفالهم بتكلفة 2.25 مليار دولار أمريكي.

وأضاف أن السعودية دعمت أيضا لاجئي الروهينغا في بنغلاديش ودول أخرى خلال السنوات القليلة الماضية بأكثر من 43 مشروعا بقيمة 186 مليون دولار أمريكي في المجالات المتعلقة بالاستجابة للإغاثة الطارئة والتعليم والمأوى والصحة.

وقال الربيعة: من أصل 43 مشروعا نفذ المركز 25 مشروعا بميزانية تتجاوز 26 مليون دولار أمريكي، ويقوم المركز حاليا بتنفيذ مشاريع أخرى.