أعداء النجاح

(كلما زادت فرص نجاحك كلما زاد أعداؤك) معادلة صحيحة لا يمكن تجاهلها أو التشكيك فيها ، فالحسد وُجد منذ أن خلق الله بني آدم، ومحاربة النجاح و التقليل من جهود الآخرين نزعة فطرية وظاهرة شائعة في كل مكان يوجد به عمل وإنجاز وإبداع.

لقد وجدت - خلال رحلة عمل تجاوزت عقدين من الزمن- الكثيرين من أصحاب هذه النزعة الفطرية ممن يتصيدون الأخطاء و يثيرون القلاقل ويحاولون زرع الأشواك في الطريق بغية التقليل من فرص النجاح، و لكنني وجدت في المقابل أن للنجاح مذاقا خاصا يحتوي على كم هائل من المضادات التي تهدئ آلام ومتاعب العمل وتحصن ضد هذه الفايروسات.

لقد أيقنت تماماً أن الإيمان بالنجاح نجاح، و أن الوصول إلى القمة صعب ولكنه ليس مستحيلاً، ومهما اعترضت طريقك من المعوقات فأنت قادر على التكيف معها وتحويلها إلى محفزات تدفعك إلى الأمام و تستثير همتك إلى النجاح.

يقول الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في كتابه حياة في الإدارة (للنجاح ثمنه المرتفع، لا أعزو السبب الى حسد دفين كامن في صدور الناس، وان كان العالم لا يخلو من عدد من المنكودين المعذّبين بسعادة الآخرين. ولا أعزو السبب الى الغيرة، وإن كان العالم يحتوي عدداً من الرجال لا تختلف غيرتهم من الآخرين عن غيرة المرأة من ضرّتها. أعزو السبب الى نزعة فطرية في نفوس البشر، تنفر من الإنسان المختلف)، وقد صدق أبو يارا فيما قال.