منذ بداية الحرب في غزة وضعت المملكة الجوانب الإنسانية في قمة أولوياتها وطالبت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين العزل وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستمر لإنقاذ أرواح أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في القطاع.
كما رفضت السعودية بشكل قاطع ومتكرر التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى أي مكان وطالبت بالحماية الدولية للمدنيين وبدأت في ضخ المساعدات الإنسانية والغذائية والإيوائية العاجلة لأهالي غزة عبر البحر والبر والجو.
وكانت السعودية أكثر الدول التي وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية وفي أكثر من محفل كانت السعودية صوتها مسموع وهي تطالب بحماية المدنيين في غزة وخلال رئاسة وفد المملكة المشارك في الدورة الـ (55) لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، قبل عدة أيام قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان “لا يمكن أخذ أي حوار مؤسسي حول حقوق الإنسان على محمل الجد إذا أغفل الوضع المأساوي في فلسطين، عن أي حقوق نتحدث وغزة تحت الرماد؟
هذه الكلمات على اختصارها وبلاغتها كشفت سوأة المجتمع الدولي، وأكدت عجز العالم عن مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي يرتقي إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وطالبت المملكة أكثر من مرة بموقف دولي حازم يلزم إسرائيل بقبول حل الدولتين وفق المبادرة العربية.
إن الموقف السعودي التاريخي من القضية الفلسطينية كان ولا يزال داعمًا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967م ولا تغيير في هذا الموقف مهما حاول الغرب إيهام العالم بأن السعودية قد تغير موقفها وتقيم علاقات مع دولة الاحتلال قبل تحقيق هذا الهدف.