د. نافل العتيبي
دكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة مانشستر. مهتم بالكتابة والتأليف والترجمة في مجالات الاستراتيجيا والقيادة والأدب
عند قراءة القصة أو الرواية، يفضّل القارئ دائماً ان تنشأ المشاعر من داخله ولا يتلقاها من الكاتب كخبر، يريد ان يحب الشخصية التي تكتب عنها لانك وصفتها له في موقف جميل يثير مشاعر الحب، ويريد أن يكره الشخصية الأخرى – بإختياره – لأنك وصفتها له في موقف يبعث مشاعر الكراهية، ويريد ان يضحك على بطل القصة حينما يتعرض لموقف طريف …. وهكذا. لذلك تنتشر بين أصحاب هذا الفن مقولة “لا تخبرني، دعني أرى” (don’t tell me, show me).
السبب في محبة القرّاء لهذه الطريقة هو أنها تحترم عقولهم، فتعرض لهم الأحداث كماهي، وتترك لهم حرية الحكم على شخصيات القصة، وحرية اختيار المشاعر تجاههم. ولكن لا يفوتك – رعاك الله – ان الكاتب هو الذي يُحرك أبطال القصة كما يريد، وهنا مكمن الخطورة. إن كُتّاب الروايات والقصص يوجهون أفكار القراء ومشاعرهم بطريقة غير مباشرة، طريقة توحي للإنسان بأن إعتناقه لهذا الرأي جاء بإختياره ولم يتلقاه من أحد!
قد يعتقد البعض ان هذا التأثير الخطير يقتصر على فئة القراء، ويفوتهم ان معظم هذه القصص والروايات تتحول أفلام ومسلسلات ويشاهدها مئات الملايين.