الرياض 
19°C
يخشى البعض العودة إلى العمل بعد عطلة ممتعة ومريحة، فيما يعرف بـ”اكتئاب ما بعد الإجازة”. وهو أمر يمكن تجنبه، كما تُظهر الأبحاث، إذا نجح المرء في قطع الاتصال بالعمل خلال عطلته، وجدد موارده للعمل.
ومع ذلك، لا يتمكن المرء دائمًا من العودة بنشاط إلى عمله، بسبب الطريقة التي نميل بها إلى التفكير في العمل بعد الابتعاد عنه لبعض الوقت: هذا ما يسميه علماء النفس “التشويه المعرفي”، وفق ما يشير إليه موقع “فوربس“، الذي يحدد كيفية معالجة هذا الشعور.
وفق “فوربس”، يعني التعميم السلبي المفرط أن تفكيرنا في الأمور يميل إلى السلبية بشكل زائد. على سبيل المثال، تقول لنفسك “لا أريد العودة إلى العمل – لا يوجد شيء مثير للاهتمام هناك”. هذا النوع من التفكير يجعلنا نشعر بالتردد في العودة إلى العمل، لأننا لا نستطيع رؤية الجوانب الإيجابية.
لمواجهة هذا التفكير، يمكن أن نفكر في الأمور بشكل أكثر توازنًا. على سبيل المثال، نلقي نظرة على الأشياء الجيدة التي قد نستمتع بها في العمل، مثل رؤية الزملاء الذين نحبهم أو القيام بأنشطة ممتعة. هذا النوع من التفكير المتوازن يساعدنا على تجاوز التشويه السلبي للواقع، ويجعلنا نرى الأمور بشكل أكثر إيجابية.
التفكير العاطفي هو شكل من أشكال التشويه الذي يعتبر العواطف مصدرًا للحقيقة. على سبيل المثال، عندما نشعر بالقلق بسبب العودة إلى العمل والخوف من عدم الأداء بشكل جيد، قد نبالغ في تضخيم هذه المخاوف ونعتقد أن الأمور ستسوء على عكس حقيقتها.
هنا، من المهم إدراك أن هذه المشاعر لا تعكس الواقع بالضرورة، وأننا قد نكون غرقى في دائرة تفكير سلبية تجعلنا نتردد في المواجهة.
لتصحيح هذا التفكير، يمكننا تذكير أنفسنا بالحقائق الواقعية. على سبيل المثال، يمكن أن نتذكر النجاحات السابقة التي حققناها في العمل، والمهارات التي نمتلكها. هذا التذكير يساعد في كسر دائرة التفكير العاطفي ويعيد توجيهنا نحو منظور أكثر إيجابية.
ينصح “فوربس” بالتخطيط لأنشطة ممتعة تساعدك في استعادة نشاطك العملي. على سبيل المثال، المشي أو ممارسة الرياضة. وهو ما يسميه علماء النفس “التنشيط السلوكي”، وهي تقنية تستفيد من العلاقة بين ما نقوم به وكيف نشعر. إذ يمكن أن تؤدي تجربة الأنشطة الممتعة إلى تعزيز المزاج الإيجابي وجعل الجزء الأكثر صعوبة من العمل أكثر قابلية للإدارة.
وفي العمل، يمكن أن يؤدي قضاء بعض الوقت في تطوير روابط إنسانية حقيقية أو تطوير مهارات جديدة إلى تعزيز الثقة بالنفس والراحة الاجتماعية، مما يؤدي بدوره إلى تحسين تصورنا لأنشطة العمل الأخرى.
