الشاعر إبراهيم الجريفاني لـ”الوئام”: الحراك الثقافي بالمملكة تحوَّل مِن الركود إلى التحليق

الشاعر إبراهيم الجريفاني
الشاعر إبراهيم الجريفاني

الوئام- خاص

يستعدّ الوسط الثقافي لاستقبال معرض القصيم للكتاب 2023، في مركز الملك خالد الحضاري، وذلك لمدّة 10 أيام، حيث يبدأ 29 ديسمبر المُقبل حتى 7 يناير 2024.

مِن المقرّر أن يُقدِّم المعرض رحلة معرفية متكاملة من خلال برنامج ثقافي، يتضمّن العديد من الجلسات والندوات الثقافية وعروضا للأطفال في المسرح، فضلا عن فعاليات وأنشطة تمثّل عددا من القطاعات الثقافية والفنية المختلفة.

مِن الركود إلى التّحليق

تعليقا على الطفرة والحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة على مدار السنوات الماضية، يقول الشاعر إبراهيم عبدالله الجريفاني، إن "ما يحدُث من حراكٍ في المشهد الثقافي أشبه بانتفاضة من حال الركود إلى حال التحليق دون المرور بمحطات توقّف.. نعيش برمجة جديدة تحاكي العصر وتستحث الطاقات الشبابية".

ويُضيف إبراهيم الجريفاني، في حديث خاص لـ"الوئام"، أن "في الفترة الحالية، نرى توثيقا عالميا للأماكن التراثية وبرنامج إعادة ترميم المواقع التي كانت في فترة ماضية لم تولَ الأهمية اللازمة؛ ففي كل مدينة وقرية وأودية وجبال نجد توثيقا ودراسات واهتماما، وهنا تأتي أهمية إحياء المكان وارتباطه بالأرض، وهذه من أهم أولويات الثقافة، فالمجتمعات حضارتها الاعتزاز بتراثها".

وفيما يختص باللغة العربية، نشهد الكثير من الفعاليات والملتقيات والحوارات لتوثيق وإبراز أهمية اللغة، استشعارا مِن المتغيرات التقنية ولغاتها التي تؤثّر في الأجيال، حسب الجريفاني.

عودة الوعي الثقافي

يُشيد الجريفاني، بحالة الحراك النشط للمشهد الثقافي نحو نشر ثقافة الكتاب لعودة الحيوية للمدن، مؤكدا: "نشهد الآن في المشهد الثقافي السعودي وجود أكثر من 4 معارض للكتاب، وهذا يجعل النشء مرتبطا بالمعرفة، وما زلتُ أتطلع إلى التفاتة أكثر فعالية في معارض الكتب العربية أجمع نحو عودة الوعي للنشر العربي، لتلمس حاجة الجيل، وأن يقتصر العرض على الكتب الجديدة لآخر 4 أو 5 سنوات، كما أنتقد تركيز المعارض على عدد العارضين دون مراعاة احترافية العارض".

وبشأن أهمية القراءة للأطفال في صُنع أجيال تستطيع قيادة التنمية في المملكة، قال الجريفاني إن "لهذا الجانب رسالة مهمّة جدا لكل الجيل العربي، وهنا تم إشهار لجنة خاصة تعنى بأدب الطفل، وهذا سيسهم بالإيجاب، كون الأعضاء من أهل الاختصاص، وتكمن أهمية هذا الجانب أن النشر مختلف ثقافيا من أدوات وبرامج التقنية وعلاقته بالقراءة عبر الأجهزة، وعلينا أن نخاطب الجيل بأدواته ولغته، بأسلوب مرغب لا منفر، كما أن من يكتب لأدب الطفل عليه وعي واحتياج الطفل وفهم طريقة تفكيره واهتمامه، حتى نضمن جيلا يعيش استقرارا فكريا في ظل عالم (السوشيال ميديا)، وما يحتوي عليه من تأثيرات سلبية".

واختتم الشاعر الجريفاني حديثه لـ"الوئام"، متحدّثا عن آخر ما يعد له من أعمال أدبية قائلا: "أعكف حاليا على الانتهاء من العمل الأدبي الجديد (ديواني السادس عشر)، المقرر نشره في الربع الأول من 2024، باعتباره مكملات لذات الرسالة الإنسانية التي انتهجتها، ويشهد بإذن الله تعالى جولات للتوقيع في الوطن العربي".