“الكلباني” لـ “الوئام”: حاولت تسجيل عمرة ولم أستطع بسبب لهفة الناس عليها .. كورونا موجود و علينا الالتزام بالمعلومات الرسمية

واحدٌ من المشايخ الحاضرين دائما على مواقع التواصل الاجتماعي، آراؤه يتابعها كثيرون، يرتبط حضوره بقضايا جدلية متداولة عبر "السوشيال ميديا"، وضيفٌ تعرفه شاشات البرامج التلفزيونية.

إنه الشيخ عادل الكلباني الذي أجرينا معه الحوار التالي، وأجاب فيه على أسئلة بشأن الإجراءات الوقائية لحماية المعتمرين من فيروس كورونا بعد قرار إعادة العمرة، مبينا لنا رأيه الشرعي في ذلك، و في تجمعات المواطنين التي ظهرت في مناطق عدة.

 تابع العالم الإسلامي كله قرار المملكة بعودة العمرة من جديد تدريجيا.. كيف ترى الإجراءات الوقائية التي قامت بها المملكة لاتخاذ القرار؟

الحمدلله وصلى الله وسلم وبارك على محمد.. ليس في هذا الشأن فقط ولكن في ظل الأزمة كلها كانت المملكة لها قصد السبق في هذا وأثنت عليها دول العالم، ونحن لامسنا الموضوع قبل أن يبدأ الحظر وكيف كان توازنه.

أعرف أن بعض الناس لم يتفهموا الوضع، ولكن بعد مرور الوقت اكتشفوا أن الإجراءات كانت في وقتها تماما وبكل حكمة وحنكة والذي لا يشكر الناس لايشكر الله، أقدم الشكر لهم جميعاً بداية من خادم الحرمين الشريفين نزولاً إلى ولي عهده الأمين مروراً بجميع المسؤولين والوزراء وطبعاً رئاسة الحرمين الشريفين التي أخذت الجزء الأكبر في هذا، وهي الأصل وأول ما بدأت الإجراءات الاحترازية في المساجد بدأت من الحرمين الشريفين والحمدلله الذي مكنهم وأعانهم ووفقهم وندعي لهم بالتوفيق والسداد.

بعد قرار عودة المعتمرين وزوار الحرمين الشريفين.. ما هو رأيك من الناحية الشرعية والإنسانية؟

ليس أنا الذي يتحدث من الناحية الشرعية بل هيئة كبار العلماء، لكن أنا حاولت التسجيل لأخذ عمرة ولم أستطع بسبب تلهف الناس للعمرة، وزملائي الذين أخذوا عمرة يمدحون الإجراءات والتنظيم ويثنون عليه وأنا بإذن الله سوف أحاول التسجيل للعمرة وكلي ثقة في الإجراءات الوقائية، ونحن معتادون على النظام في الحرم ولله الحمد والتنظيم ليس غريبا على المسؤولين.

المسؤولون يقولون إن تطبيق اعتمرنا كان "كلمة السر".. ما رأيك في التطبيق وهل ترى الاعتماد عليه بشكل كلي حتى بعد أزمة كورونا؟

إن شاء الله تذهب الأزمة ويرجع الحرم مفتوحا طوال اليوم كالعادة وتعود الأمور لسابق عهدها، ويطوف الناس ويسعون بأعداد كبيرة بأمن وأمان، أما لو اضطر الأمر إلى تمديد الوقت فلا مشكلة لدى المعتمرين بإذن الله، فهذا كله لسلامتهم وهذا الشيء ليس أنا من يقرره ولا الحكومة ولا العالم أجمع، فالذي يقرر شأن كورونا هو الله عز وجل ثم وزارة الصحة، فهي من تحدد المشكلة، أما التطبيق فهو جميل ومربوط مع تطبيق "توكلنا" و "تباعد" ولكن هذا ظرف معين ولن نحتاج إليه إن شاء الله بقية العمر.

ماذا لو زاد عدد الزوار بعد أزمة كورونا.. وجميعهم يجب أن يسجلوا في تطبيق اعتمرنا.

العمرة في الأعداد الكبيرة من الصعب منعها لولا وجود الظرف هذا وفي رؤية 2030 سوف يتم استقبال 30 مليون معتمر إن شاء الله، ومن الصعب أن تُحدد لهم أوقات في الحرم المكي ولكن الذي عرقل الرؤية هذا الظرف.

تابعنا جميعا ورأينا تجمعات كبيرة للمواطنين في المناطق.. كيف ترى الأمر وخاصة مع انخفاض نسبة الإصابات في المملكة؟

مشكلة الناس، أنهم حتى إذا مرضوا ذهبوا إلى الطبيب والطبيب يصرف لهم علاجا مدته 10 أيام فيقوم المريض بأخذ العلاج لمدة يومين ويتركه.. كورونا لايزال موجودا و وصل إلى قمة العالم وهو الآن في البيت الأبيض، ولا يصح لأحد غير وزارة الصحة والجهات المعنية أن يقول تمت السيطرة عليه وقد انتكس الوضع في بعض دول العالم ورجع بأعداد كبيرة .

أقول إن الاستهتار بوضع كورونا يمكن أن يتسبب في هجمة مرتدة، وعلى المواطنين عدم تعجل الأمر وأوصيهم أن يصبروا ويحتسبوا، وعلى أجر إن شاء الله تعالى، وعلينا أن نتقيد بالتعليمات التي تأتي من المسؤول المباشر، فكل الأشياء التي منعنا منها ليست ضرورية فهي مجرد تجمعات واستراحات وأسواق، و الحمد لله، الطعام موجود والشراب موجود، والأسواق الضرورية موجودة حتى في وقت الحظر الكلي وليس شرطا أن نرى أصدقاءنا كل يوم.

وبشأن الأعراس والتجمعات الكبيرة بدأ الناس يتفهمون التقليل منها وعدم المجازفة، ولكن نخشى أن يؤدي بنا التساهل إلى كارثة والشخص لا يحرص على نفسه فقط بل يحرص على أهله وأحبابه وأصدقائه أيضاً، والإجراءات ليست ترفا ولا يريد المسؤول أن يضيق على المواطن أو المقيم، ولكنه يحرص على المصلحة العامة و على حياة المواطنين والمقيمين لذلك لابد أن نتعاون حتى يذهب هذا الوباء ونرجع لحياتنا الطبيعية.