أظهرت إحصاءات سوق العمل في السعودية للربع الثالث من عام 2023 ارتفاع معدل مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة، وهذا يأتي انعكاسا لبرامج التحول الوطني ضمن خطط ومستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تستهدف فتح آفاق جديدة للعمل وتقليص معدلات البطالة بين السعوديين وزيادة الفرص الوظيفية للنساء وتعزيز بيئة العمل في القطاع الخاص لجذب شرائح أكبر من الباحثين عن العمل من الجنسين.
وتراجع معدل البطالة في السعودية إلى 5.1% (بين السعوديين وغير السعوديين ) من الجنسين متراجعًا بمقدار 0.7 نقطة عن نفس الفترة من العام الماضي.
اقرأ أيضًا: هيئة التأمين: صافي الدخل للقطاع 869.6 مليون ريال خلال الربع الثالث من 2023
أما معدل البطالة بين السعوديين فقد بلغ 8.6% متراجعًا بمقدار 1.3% عن نفس الفترة من العام الذي سبقه وهو ما يعكس زيادة معدلات تشغيل السعوديين من الجنسين.
ووصل معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة إلى 51.6 بالمئة، فيما بلغ معدل المشتغلين السعوديين إلى السكان حوالي 47.2 بالمئة.
وبحسب الإحصائيات الرسمية فقد ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بمقدار 0.6 نقطة مئوية ليبلغ 35.9%، فيما ارتفعت نسبة النساء العاملات إلى السكان بمقدار 0.3 نقطة مئوية ليصل إلى 30.1 % .
وتراجع معدل البطالة بين السعوديات إلى 16.3% وذلك مقارنة مع 20.5 % التي سجلها معدل بطالة الإناث في السعودية خلال الربع الثالث من العام 2022.
وكانت السعوديات في سن الشباب من 15-24 عامًا هن الأكثر استقرارًا في معدل المشاركة في القوى العاملة بنسبة 18.5% كما كانت هذه الفئة أيضا هي الأكثر استقرارا في معدل المشتغلات إلى عدد السكان بنسبة 13.8%.
وبحسب تقرير البنك الدولي فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 35.3% في 2023 مقارنة مع 17% في عام 2017 بالإضافة إلى تمكينها في المناصب القيادية ومجالات متعددة وجديدة مثل قطاع السياحة والترفيه.
ونجحت برامج الرؤية السعودية في تغيير وجهة نظر الباحثين عن العمل نحو العمل في القطاع الخاص والعمل الحر وأصبحت الشركات تتنافس في جذب الشباب والفتيات من خلال تقديم حزم من الحوافز المادية لتشغيلهم.
اقرأ أيضًا: تزامنًا مع الذكرى الـ52 لتنصيبها.. ملكة الدنمارك تعلن تخليها عن العرش
وبحسب هيئة الإحصاء فإن 95% تقريبًا من الباحثين عن عمل لا يمانعون في العمل في القطاع الخاص كما زادت نسبة الباحثين عن العمل الذين عبروا عن إمكانية قبولهم بفرص عمل تمتد لثماني ساعات في اليوم حيث بلغت هذه النسبة 76% تقريبا لدى الإناث مقابل 89.5% لدى الذكور وهو ما يعكس تغير ثقافة العمل لدى الكثير من السعوديين والسعوديات.
وأظهرت الإحصاءات الحديثة الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ارتفاع أعداد السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى إلى 2,3 مليون شخص هذا العام من بينهم أكثر من 360 ألفا لم يسبق لهم الدخول لسوق العمل، مقارنة مع 1.7 مليون شخص في عام 2019.
ونجحت استراتيجية سوق العمل في السعودية في تعزيز مكانة المرأة الوظيفية والاستفادة بقدراتها ومهاراتها في العديد من المناصب وعلى كافة المستويات الوظيفية وتم ذلك من خلال ما يلي:
• توفير العديد من برامج التدريب وتطوير المهارات سواء التدريب على رأس العمل أو التدريب المنتهي بالتوظيف.
• توفير العديد من برامج تحفيز المرأة على العمل مثل برنامج وصول الذي يسهل انتقال النساء ومن وإلى مقار عملهم بسهولة ويسر.
• إيمان القيادة السياسية بقدرات المرأة السعودية وإمكانياتها وإتاحة الفرصة أمامها لشغل العديد من المناصب المهمة في الداخل والخارج، الأمر الذي عزز ثقة المرأة بنفسها ودفعها إلى دخول مجالات جديدة.
• توفير بيئة عمل آمنة وجاذبة للنساء ووضع الأطر التشريعية والتنظيمية التي تحمي المرأة وتحفظ لها خصوصيتها.
• التوسع في برامج التوطين وإحلال المواطنين السعوديين محل العمالة الأجنبية في العديد من القطاعات حيث صدر قرابة 45 قرار توطين في الأنشطة والمهن النوعية في مختلف القطاعات.
• الاهتمام بتطوير المهارات وبناء وتطوير معايير شغل المهن في القطاعات المختلفة.
• تطوير أنظمة العمل والتشغيل واستحداث المحاكم العمالية ولجان التسوية للفصل في النزاعات بين الموظفين وأصحاب الأعمال وإنهاء الخلافات العمالية.
• تحفيز الباحثين عن العمل من خلال توفير دخل مادي خلال فترة البحث عن العمل ورفع مهارات الراغبين في العمل وتطوير قدراتهم.
• مساندة المتعطلين عن العمل لأسباب خارجة عن إرادتهم وصولا إلى توفير فرص عمل بديلة لضمان استقرار حياتهم الاجتماعية والأسرية.
• استحداث أنماط حديثة للعمل مثل نظام العمل الحر أو نظام العمل عن بعد أو العمل وفق ساعات العمل المرنة بما يفتح المجال أمام الراغبين في العمل لكن ظروفهم الاجتماعية تحول دون الانتقال إلى مقار العمل لأداء مهامهم الوظيفية.
• تحفيز المنشآت على توظيف السعوديين ومنحهم مزايا في نطاقات التوطين.
• دعم برامج دعم التدريب والتمكين والإرشاد في المنشآت الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.
• التوسع في مبادرات تمكين المرأة، ودعم سوق العمل الأمر الذي أدى إلى انخفاضٌ تاريخي غير مسبوق لمعدل بطالة السعوديات في 2023.
اقرأ أيضًا: اعتبارًا من اليوم.. منصة مُدد تقلل مدة تبرير مخالفات حماية الأجور للمنشآت
• أتمتة الإجراءات واستحداث العديد من الخدمات الرقمية على منصات التوظيف التابعة للجهات الرسمية، لضمان الشفافية والنزاهة في التوظيف والتشغيل.
• التحولات الكبيرة التي شهدها سوق العمل السعودي وفتح مجالات للمرأة لم تكن متاحة من قبل وازدهار قطاعات السياحة والترفيه وغيرها من قطاعات الاقتصاد غير النفطي.