“بئر الدمام 7”.. قصة عزيمة المؤسس وإصراره لاكتشاف النفط وتغيير حياة السعوديين

بئر الدمام 7
بئر الدمام 7

تحتفل المملكة العربية السعودية بـ اليوم الوطني السعودي 93 تحت شعار "نحلم ونحقق"، والذي يعكس اقتراب تحقيق أحلام وطموحات المملكة في مجالات مختلفة.

وطموح المملكة وعزيمتها منذ مئات السنين، وتظل قصة "بئر الدمام 7" شاهدة على عزيمة المؤسس في اكتشاف النفط.

في مارس 1938 كانت السعودية على وشك إغلاق ملف التنقيب عن النفط نهائيًّا بعدما أشارت النتائج الأولية إلى عدم وجود نفط في باطن أرض الجزيرة العربية.

لكن في اللحظات الأخيرة تم اكتشاف النفط في البئر رقم 7 التي غيَّرت ملامح السعودية والعالم، وأثبتت للجميع أن السعودية عائمة عن آبار نفط، ستسهم في سد احتياجات العالم من الطاقة.

رغم مرور 85 عامًا على اكتشاف تلك البئر، ورغم وجود آبار أخرى كثيرة، إلا أن المواطنين لن ينسوا أبدًا قصة البئر رقم 7، أو "بئر الخير" كما يحلو للبعض أن يطلق عليها؛ ليس لسبب سوى أن هذه البئر هي أول بئر نفط في البلاد، أدخلت السعودية ضمن قائمة الدول الكبرى المنتجة للطاقة.

شهور شاقة وطويلة في البحث انتهت ببشارة خير، غيّرت مجرى التاريخ السعودي، وأسهمت بقوة في تغيير وجه العالم؛ إذ نجحت "أرامكو السعودية" في استخراج البترول بكميات تجارية لأول مرة.

وكان ذلك في مارس من عام 1938، وكانت التقنية المستخدمة في حفر بئر الخير، أو بئر الدمام 7، لا تزيد على تقنية جهاز الحفر الدوار الذي يعمل بقوة البخار.

استغرق حفر بئر "الخير" شهورًا عدة، صاحبتها العديد من الصعوبات والمعوقات، واختلطت الآمال بالإحباطات، والعزيمة بالإصرار، بين تكهنات وأسئلة حائرة، تتساءل عن حقيقة وجود الزيت تحت رمال السعودية.

وتمثل عملية حفر البئر أكثر الأدلة دقة على وجود البترول.. وكل العمليات التي تسبقها، في مراحل التنقيب والاستكشاف والبحث، تكاد لا تخرج عن كونها احتمالات قائمة على عمليات علمية نظرية ونسبية.

أعطى المهندس الجيولوجي ماكس ستانكي التعليمات للحفّارين، في ديسمبر 1936، للبدء بحفر بئر الاختبار العميقة رقم 7 في الدمام.

وبعد ذلك بعشرة أشهر، وبالتحديد في 16 أكتوبر 1937، وعند عمق 1097 مترًا، شاهد الحفّارون 5.7 لترات من الزيت في طين الحفر المخفف العائد من بئر الدمام رقم 7 مع بعض الغاز.

وفي آخر يوم من عام 1937، أخفقت معدّات التحكّم في السيطرة على بئر الدمام رقم 7، وأثارت البئر قاذفةً بما فيها من السوائل والغازات، وبعد الحفر إلى عمق 1382 مترًا، لم يجد فريق الحفر كمية تُذكر من الزيت.

ولكن سرعان ما تغيّرت الأحوال، ففي الأسبوع الأول من مارس 1938، حققت بئر الدمام رقم 7 الأمل المرجوّ، وكان ذلك عند مسافة 1440 مترًا تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقلّ عن 60 مترًا عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقّعون وجود النفط عنده.

 

وكان الملك عبد العزيز قد وقّع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال"، وأعقب التوقيع توافد الجيولوجيين إلى مدينة الدمام.

وجرى تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في الأول من مايو 1939، كان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها.