تأييد سياسي في ألمانيا للمشاركة بتأمين هرمز

أيد سياسيون ألمانيون المشاركة في مهمة أوروبية لتأمين الملاحة بمضيق هرمز، أعقاب رفض برلين المشاركة في مهمة تقودها الولايات المتحدة، وسط مطالب للمستشارة أنجيلا ميركل بقطع إجازتها لاتخاذ موقف حاسم في هذا الملف.

وأفادت تقارير أمريكية أن ضغوط واشنطن تتزايد لمشاركة ألمانيا في مهمة تقودها أمريكا لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، لأن مشاركتها سيكون رسالة قوية لإيران، حسب السفير الأمريكي في برلين.

من جانبه صرح رئيس حزب الخضر "يسار" روبرت هابيك بأن "الأولوية للدبلوماسية، لكن في حال استنفاد الأمر يجب أن تشارك ألمانيا في مهمة أوروبية لتأمين هرمز".

وأضاف في تصريحات صحفية السبت "يتعين على ألمانيا الإيفاء بمسؤولياتها، والحرص على أن تتصرف أوروبا بشكل مشترك وبصوت واحد، وأن تكون فاعلا سياسيا على المستوى الدولي".

في السياق نفسه، واصل السفير الأمريكي في برلين ريتشارد غرينل ضغطه على الحكومة الألمانية للمشاركة في المهمة التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين المضيق.

وقال لمجلة "فوكس" الألمانية، "نحن محبطون جدا من ألمانيا بسبب موقفها من المهمة الأمريكية لأننا أصدقاء وحلفاء، نحن لم نطلب من الصين أو روسيا المشاركة في المهمة، بل طلبنا من حليفتنا ألمانيا".

وأضاف "مشاركة ألمانيا في مهمة تأمين هرمز سيكون بمثابة رسالة قوية لإيران، عندما يرى الإيرانيون سفنا حربية ألمانية في المضيق سيخشون التصعيد، ومن ثم ستكون مشاركة ألمانية في المهمة.. مهمة جدا".

وقبل أسبوع، أعلنت السفارة الأمريكية في برلين أن واشنطن طلبت من الحكومة الألمانية المشاركة في مهمة لتأمين الملاحة في هرمز بقيادة أمريكية.

وبعدها، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور أن طلب واشنطن للمشاركة "قيد الدراسة"، قبل أن يخرج وزير الخارجية هايكو ماس ليعلن رفض بلاده المشاركة في المهمة.

ورغم تصريح ماس، ذكرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه الألمانية قبل أيام أن رفض برلين ينصب فقط على المهمة الأمريكية، والباب لا يزال مفتوحا أمام مشاركتها في مهمة أوروبية لتأمين المضيق بمشاركة فرنسا.

وأرجعت الصحيفة ذلك إلى خلاف جوهري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بنهج التعامل مع إيران، حيث تفضل واشنطن ممارسة ضغوط كبيرة على طهران عبر التصعيد المباشر للأزمة، فيما لا يزال التكتل يبحث عن الحلول الدبلوماسية.

قال نوربرت روتغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني في تصريحات صحفية "يجب أن تشارك برلين في مهمة أوروبية خالصة تضم فرنسا أيضا، لحماية السفن المارة في هرمز، على أن تكون هذه المهمة بالتوازي مع المهمة التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا".

وتابع روتغن "هذا الأمر يتعلق بحماية المصالح الأوروبية، ومن الضروري أن يسهم التكتل الأوروبي بشكل خاص في تحمل مسؤولية تأمين المضيق".

وأمام ذلك الجدل غير المحسوم، طالب السياسي البارز بالحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط/معارض"، ألكسندر غراف لمبندورف، ميركل بقطع إجازتها الصيفية التي تقضيها منذ أيام في إيطاليا، وإصدار موقف حاسم وموحد لحكومتها مما يجري في أوروبا.

وقال في تصريحات لصحيفة "بيلد" السبت "الوزراء الألمان يصدرون تصريحات متضاربة ويناقضون أنفسهم أمام حلفائنا.. هذا يجعل ألمانيا سخيفة كالغاية، الحكومة يجب أن تتحدث بصوت واحد وهذه وظيفة المستشارة".

وأوقفت إيران، قبل أسبوعين، ناقلة بريطانية واقتادتها إلى المياه البحرية الإيرانية، حيث دأبت طهران وأذرعها الإرهابية المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز، الأمر الذي تكرر أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية.