على مدار ثلاثة قرون، تبنى أئمة وملوك المملكة وقادتها نهجًا تنمويًا واحدًا قائمًا على تعزيز البناء والاستقرار والتنمية الشاملة، لبناء مجتمع متماسك متكاتف، يعيش في كنف قيادة تحرص كل الحرص على بناء الأوطان وتنمية الشعوب وتحقيق الاستقرار الداخلي وقيادة جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي.
إن الدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها عام 1139هـ / 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود، طبقت مفهوم الدولة المدينة في الدرعية، في وقت لم يكن أحد يعلم فيه شيء عن الاستقرار والتنمية والنهضة العمرانية في شبه الجزيرة العربية، وتحولت الدرعية إلى مركز انطلقت منه مشاعل العلم والمعرفة والتنمية لبناء دولة استثنائية من الناحية السياسية والاقتصادية والحضارية.
وفي عام 1240 هـ / 1824 عادت الدولة السعودية مرة أخرى بشكل أكثر تنظيمًا على يد الإمام تركي بن عبدالله الذي انتهج نهجًا تنمويًا وحافظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة السعودية، وبعد سنوات عادت الدولة السعودية الثالثة على يد حفيده، الملك عبدالعزيز رحمه الله ، عام 1319هـ / 1902م، ليواصل مسيرة البناء والتنمية.
ومنذ 23 سبتمبر 1932م توحدت المملكة العربية السعودية بشكل رسمي، وتعاقب أبناء الملك عبدالعزيز على حكمها، وصارت نموذجًا سياسيًا واقتصاديًا فريدًا حيث ازدهر الاقتصاد السعودي وتعززت مكانة المملكة دوليًا حتى صارت واحدة من أسرع دول العالم نموًا على المستوى الاقتصادي إضافة إلى كونها الدولة المحورية في المنطقة التي تضمن الاستقرار السياسي في المنطقة.
إننا في ذكرى يوم التأسيس يجب أن نستلهم روح العمل والشغف باستكمال النهضة التنموية الشاملة واستذكار تضحيات الآباء والأجداد الذين قدموا الغالي والنفيس للحفاظ على استقرار وأمن وازدهار هذه الدولة المباركة.