دراسة أمريكية: تغير المناخ يتسبب في تدمير الأشجار الصغيرة بالغابات

حذرت دراسة أمريكية من أن الأشجار الصغيرة في الغابات قد تتأثر بشكل كبير جرّاء التغيرات المناخية وتأثيرات الجفاف وموجات الحر.

وأفادت الدراسة بأن هذه التغيرات المناخية قد تؤدي إلى وفاة جيل كامل من الأشجار الصغيرة في الغابات. ونشرت النتائج يوم الجمعة في دورية "الحدود في الغابات والتغير العالمي".

وفي سعي لفهم كيفية تأثير الظروف المناخية القاسية على عملية نمو الأشجار، أجرى الباحثون دراسة حول استجابة 5 أنواع مختلفة من الأشجار التي تبلغ من العمر 4 سنوات تجاه الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

قام الفريق بجمع الأشجار من مناطق مختلفة في جبال جيميز في نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، ابتداءً من الارتفاع الأدنى إلى الأعلى، وشملت أشجاراً من أنواع مثل صنوبر بونديروسا وصنوبر بينيون وشجرة التنوب إنغلمان وتنوب دوغلاس والصنوبر الرقيق.

ثم تعرضوا للأشجار الصغيرة لظروف الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في غرفة نمو، مما سمح لهم بضبط درجات الحرارة والرطوبة والضوء والري بدقة.

بعد مضي 20 أسبوعاً من الجفاف وموجة حر مستمرة لأسبوع، أظهرت شتلات الأشجار علامات جفاف وهشاشة.

وتبين أن للأشجار مستويات مختلفة من تحمل الجفاف، إلا أن الأشجار الصغيرة تكبدت أضراراً أكبر مقارنة بالأشجار الأكبر سناً.

وبعد نحو 8 أسابيع، كانت تتعامل جميع الأشجار تقريباً مع درجات حرارة مرتفعة، إلا أنه بعد ذلك ومع استمرار الجفاف لمدة 12 إلى 14 أسبوعاً، بدأت شتلات صنوبر بونديروسا بالموت، تلتها شتلات صنوبر بينيون، ثم شجرة التنوب إنغلمان، وأخيراً شجرة التنوب دوغلاس.

وأوضح الدكتور دون فالك، الأستاذ في كلية الموارد الطبيعية والبيئة في جامعة أريزونا الأميركية والباحث الرئيسي في هذه الدراسة، أن الأشجار الصغيرة تتعرض لخطر وفاة واسع النطاق، وهو أمر مدمر بشكل خاص بالنسبة لهذه الفئة من الأشجار.

وأضاف عبر موقع الجامعة: "تعتبر النباتات الأصغر سناً ضرورية لاستعادة الغطاء الأخضر في الغابات بعد الحرائق الكبيرة وتفشي الحشرات، وكلتي الحالتين من المتوقع أن تزيدا في تكرارهما مع استمرار تغير المناخ.

وتابع: "نحن بحاجة إلى هذا النوع من المعلومات لمساعدة مديري الغابات في معرفة ما يمكن توقعه بعد ذلك، وتوجيههم حول ما يتوجب زراعته في أعقاب حرائق الغابات أو غيرها من أحداث الموت الكبيرة للأشجار الكبيرة".