لطالما لعب المعلم دورًا مهما في بناء المجتمع وتشكيل ثقافته، فهو مربي الأجيال وصانع المستقبل. لكن في الآونة الأخيرة، ظهر مسلسل تلفزيوني أثار جدلاً واسعًا بسبب محتواه المسيء للتعليم والمعلمين.
نحن لا ننكر دور الدراما التلفزيونية في الترفيه، لكن يجب أن ننتبه إلى محتوى المسلسلات التي نشاهدها، وأن نرفض أي مسلسل يُسيء إلى أي مهنة أو مؤسسة مهمة.
وتقع على عاتق القنوات الفضائية ومنصات البث التدفقي مسؤولية كبيرة في اختيار المسلسلات التي تُعرض على شاشاتها، يجب عليها أن تختار مسلسلات تُقدم محتوى هادفًا يُفيد المجتمع، ولا تُسيء إلى أي مهنة أو مؤسسة مهمة.
ولا شك أن مسلسل “ثانوية النسيم” الذي عرض على منصة “شاهد” في ديسمبر 2023 أثار جدلا واسعا ونال انتقادات عديدة، وإن كان هذا لا ينفي أنه حقق أيضاً نسبة مشاهدة عالية ونال إعجاب عدد من المشاهدين.
ولأهمية وتأثير هذا العمل تحديدا، خرج خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن حميد، محذرا من تقليل هيبة المعلم عبر المسلسلات التلفزيونة، وقال في خطبة اليوم الجمعة إن التعليم مفتاح التقدم وطريق النهضة، والمعلم هو عماد الأوطان وصانع العقول، داعيا إلى ردع كل من أهان معلما.
واعتبر البعض أن المسلسل يبالغ في تصوير السلوكيات السلبية لدى الطلاب، مثل العنف والتنمر، ما قد يعطي صورة غير واقعية عن الحياة في المدارس الثانوية، كما قد يؤدي إلى فقدان احترام الطلاب للمعلمين، ما قد يُعيق العملية التعليمية، وقد يُسبب المسلسل شعورًا بالإحباط لدى المعلمين، مما قد يُؤثر على أدائهم في العمل، وقد يُسبب المسلسل شعورًا بالإحباط لدى الطلاب، مما قد يُؤثر على رغبتهم في التعلم.
ولا تقتصر مخاطر المسلسل على التعليم فقط، بل تمتد إلى المجتمع ككل، فقد يُسبب تغيير نظرة المجتمع للمعلم من شخص مُقدّر إلى شخص مُستهان به، كما قد يؤدي إلى انتشار السلوكيات السلبية بين الطلاب.
كما وجهت انتقادات لاختيار بعض الممثلين لأدوار طلاب ثانوية، حيث تتجاوز أعمارهم 25 عاماً، بينما لا تتجاوز أعمار طلاب الثانوية في الواقع 16 أو 17 عاماً.
وعبر بعض المعلمين عن قلقهم من تأثير المسلسل على الطلاب، خاصةً فيما يتعلق بالسلوكيات السلبية.
ورغم ذلك رأى آخرون أن المسلسل طرح قضايا مهمة تتعلق بالمراهقين، مثل التنمر والضغط النفسي والعلاقات العاطفية، واعتبر البعض أن المسلسل كوميدي وخفيف الظل، ويقدم جرعة من الترفيه للمشاهدين، ورأى آخرون أن المسلسل يعكس بشكل واقعي بعض السلوكيات الموجودة في المدارس الثانوية.