بدأ أقوى جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي في العالم، جهاز Iseult، في إثبات قيمته من خلال مسح أدمغة البشر الحية، وفق موقع “New Atlas“.
تعتبر هذه الخطوة تقنية مهمة في مجال الطب والبحث العلمي، حيث تُظهر الصور الناتجة من الجهاز فهمًا فائق الدقة للدماغ، مما يساعد على فهم طبيعة الوعي بشكل أفضل وتطوير علاجات فعّالة للأمراض التنكسية العصبية.
يُعد جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي Iseult من تطوير اللجنة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة الذرية (CEA)، ويتميز بقوة مجال مغناطيسي تبلغ 11.7 Teslas (T)، بينما تكون أجهزة التصوير التقليدية عادة ما تكون بقوة 1.5 إلى 3 Teslas فقط، مما يجعلها تفتقر إلى الدقة العالية التي يوفرها Iseult.
الفائدة الرئيسية لهذه القوة الإضافية هي قدرته على التقاط صور عالية الدقة للدماغ بسرعة كبيرة، حيث يستطيع التقاط صور تصل إلى 0.2 مم من أنسجة المخ أفقيا في “شرائح” بسمك 1 مم فقط، وهو ما يُعتبر تقدمًا هائلًا في عالم التصوير الطبي.
يتميز Iseult أيضًا بالراحة المقدمة للمرضى، حيث يوفر “ثقب” عرضه 90 سم لإدخال رؤوسهم، مما يجعل تجربة التصوير أقل خوفًا من الأماكن المغلقة التقليدية. كما يتيح للأطباء والباحثين فهم أعمق للعمليات العقلية والتغيرات الكيميائية في الدماغ، مما يسهم في تشخيص وعلاج الأمراض التنكسية العصبية بشكل أكثر دقة وفعالية.
ورغم تعقيده وحجمه الكبير، فإن جهاز Iseult يمثل تقدمًا مهمًا في مجال التصوير الطبي، ويُعد إضافة قيمة للمجال الطبي والبحث العلمي. ويسعى العلماء والأطباء إلى استخدامه في تشخيص ومعالجة الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر وباركنسون، ويأملون في تحقيق نتائج إيجابية تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقدم البحث العلمي في هذا المجال المهم.