تشهد محافظة وادي الدواسر انتعاشًا ملفتًا لبورصة الحبحب أو "البطيخ"، كما يسميه البعض، يقيمها المزارعون والمسوقون لمدة شهرين.
وتطرح هذه الفاكهة مبكرًا في وادي الدواسر، وتتميز فيها بلونها الأحمر ومذاقها اللذيذ وكبر حجمها، ويتم تسويقها في جميع مناطق ومحافظات وهجر وقرى المملكة، بل ويتخطاه إلى الدول الخليجية المجاورة.
وتتجه أنظار تجار الخضار في كافة أرجاء المملكة ودول الخليج، في مثل هذه الأيام من كل عام، إلى محافظة وادي الدواسر، حين تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع كمؤشر على قرب قدوم فصل الصيف من كل عام، وبالتالي بداية إنتاج الفاكهة الأشهر في هذا الفصل من السنة "الحبحب".
وخلال جولة على السوق الرئيسي، لاحظت "الوئام " توفر كميات كبيرة من الفاكهة وبجودة عالية، وتراوحت أسعار حمولة السيارة الصغيرة منها زنة طنين تقريبًا ما بين 1900 إلى 3700 ريال.
وقال "مسلم آل عثيمين"، وهو أحد كبار تجار السوق، إن سوق الحبحب بوادي الدواسر يعد سوقًا مركزيًا يغذي جميع أسواق ومحلات الخضار في المملكة كل عام بكميات كبيرة منها تقدر بآلاف من الهكتارات، وذلك من خلال مندوبين دائمين بالسوق يقومون بعملية شراء الحبحب، ومن ثم توزيعه على مختلف الأسواق القريبة منها والبعيدة.
وأكد على جودة إنتاج المحافظة من الحبحب ومعرفة جميع الناس لها، حيث يقومون بالسؤال عن مكان إنتاج هذه الفاكهة، وسرعان ما يقومون بالشراء حتى ولو كانت باهظة الثمن، وعند علمهم بأنها من إنتاج وادي الدواسر فجودتها مشهود لها.
وأضاف أنه "هذا العام سعى المزارعون إلى التبكير في عملية الإنتاج والتسويق لاستغلال ارتفاع الأسعار المرتفعة، بل والملتهبة في غالب الأحيان".
وقال "سعد البقمي"، وهو تاجر من خارج المحافظة، إنه يقوم بشراء كميات من حبحب وادي الدواسر بشكل شبه يومي، نظراً لجودته العالية وتصديرها للمنطقة الغربية، مشيرًا بأنه وجد الربح الجيد في هذه المهنة منذُ بداية شهر رمضان المبارك.
وبدوره، أشاد "علي اليامي"، والذي يصدر "الحبحب" إلى منطقة نجران، بجودة المنتج ورضا زبائنه.
فيما أكد كل من منصور الودعاني وعبدالرحمن آل محيش ودعيكان الدوسري، وهم شباب سعوديون دخلوا السوق بمنافسة قوية، على ضرورة إيجاد سوق مهيأ وخاص بالحبحب تتوفر به جميع الخدمات، مؤكدين أنه لا يوجد سوق خاص بتلك الفاكهة، خصوصاً وأن المحافظة هي أكبر الموردين لمناطق المملكة والخليج.
وأضافوا أن حركة السوق الشرائية من منتج حبحب محافظة وادي الدواسر المعروف بفاكهة الصيف، شهدت وصول كميات كبيرة من أنواع البطيخ المعروف بـ"البطيخ، الجح، الرقي"، من حيث الحجم واللون والطعم والكمية، لافتًا بأن أكثر من 400 مركبة معروضة للبيع بالجملة والتجزئة.
