تُعد منطقة الحدود الشمالية نموذجًا فريدًا لتجسيد العادات والتقاليد الأصيلة في عيد الفطر المبارك، حيث تُضفي هذه العادات أجواءً من البهجة والسرور على نفوس الأهالي، وتُعزز روح الترابط والتواصل بين أفراد المجتمع.
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تبدأ الاستعدادات لعيد الفطر في منطقة الحدود الشمالية، حيث تُشرع العائلات في تجهيز الملابس الجديدة للأطفال، وتزيين المنازل بالزينة والأنوار، وشراء مستلزمات العيد من الحلويات والمكسرات.
في صباح أول أيام العيد، يتوجه الأهالي إلى المساجد لأداء صلاة العيد، حيث يُشارك الكبار والصغار في هذه الشعيرة الدينية، ويُعانقون بعضهم البعض بعد الصلاة، مُتبادلين التهاني والتبريكات.
ومن أهم عادات عيد الفطر في منطقة الحدود الشمالية، الزيارات العائلية، حيث يتبادل أفراد العائلة الزيارات فيما بينهم، ويُقدمون العيدية للأطفال، ويُشاركون في تناول موائد الطعام المُعدّة خصيصًا لهذه المناسبة.
وتحافظ الحدود الشمالية على “العيدية” التي تقدم للأطفال بعد صلاة العيد وخلال الزيارات العائلية، وهي من العادات والتقاليد الأصيلة التي توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، وتمثل مصدرًا للفرح والبهجة والسرور للأطفال الذين ينتظرون أول أيام عيد الفطر المبارك.
وتتنوع “العيدية” التي تقدم للأطفال بين المبالغ المالية والهدايا والألعاب والحلويات والعطور، وتحرص العائلات في المنطقة الشمالية على تجهيز “العيدية” وتغليفها بطريقة جذابة في ليلة العيد لتقديمها للأطفال في صبيحة العيد.
ومن عادات عيد الفطر في منطقة الحدود الشمالية تبادل الهدايا بين أفراد العائلة والأصدقاء، تعبيرًا عن مشاعر المحبة والتقدير.
تُقدم على موائد العيد في منطقة الحدود الشمالية العديد من الأكلات الشعبية التي تُميّز المنطقة، مثل “المرقوق” و”المهلبية” و”الجريش” و”الكبسة” و”المحموس”، وهي من الأكلات الشعبية السائدة في الماضي، وتحضير الحلويات والمكسرات.
كما تُقدم القهوة العربية والشاي بأنواعه، وتحرص ربات البيوت على تقديم أفضل ما لديهن من أطباق لإظهار مهاراتهن في الطهي.
تُقام في مختلف مدن وقرى منطقة الحدود الشمالية العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تُضفي على العيد أجواءً من المرح والبهجة. حيث تُقام العروضات الشعبية والمسابقات الرياضية، ويُخصص أماكن للعب الأطفال، مما يُتيح لهم فرصة الاستمتاع بأجواء العيد.
ويُخصص بعض الأهالي يومًا للرحلات والنزهات، وذلك للاستمتاع بجمال الطبيعة وقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، وتُقام في بعض الأماكن العامة حفلات العيد، حيث يُقدم فيها عروض فنية وموسيقية، ويُشارك فيها الكبار والصغار.
هذا وتُشكل عادات منطقة الحدود الشمالية في عيد الفطر المبارك مزيجًا فريدًا من الأصالة والحداثة، حيث تُجسد هذه العادات روح التعاون والتواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. كما تُساهم هذه العادات في الحفاظ على التراث الشعبي للمنطقة ونقله إلى الأجيال القادمة.