“مشاهير السوشيال ميديا” .. ظاهرة إلكترونية بين الإعلام الحقيقي و صراع الإعلام التقليدي

يزداد العالم سرعة وثوابته تتغير لتواكب العجلة السريعة، التي يسير بها العصر الجديد، ويقف الإعلام وسط هذه المتغيرات لينقل الحدث ويعكس الصورة ويبرز الإيجابيات وينتقد السلبيات .

وظهر على السطح مؤخرا ما يطلق عليهم ( مشاهير السوشيال ميديا)، الذين شكلوا في البداية ظاهرة لها بريقها ولكنها سرعان ما افتقدت للهيبة الإعلامية والطرح وطريقته والنقد وأسلوبه والحدث وصياغته لتنكشف سلبياتهم.

و في هذا التقرير نستعرض آراء بعض المختصين، ومن لهم علاقة مباشرة بما يحدث على الساحة الإعلامية بعد أن أكدت الجهات الرسمية في الدولة، ممثلة في وزارة الداخلية ومتحدثها الرسمي أن للإعلامي الحق في التغطية أثناء حظر التجول وفقاً للضوابط في حين لايحق لمن يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا التغطية .

وفي حديثه  لـ " الوئام"  قال عبدالله الغنمي مذيع برنامج الراصد في قناة الإخبارية بإنه ليس هناك اي مناوشات بين مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي و الإعلاميين، و لكن هناك دفاع عن مهنة الاعلام بكل اطيافها صحافة وتلفاز وكل مكونات المهنة حتى لا تنتهك من قبل بعض المهرجين و ( الاعلانيين ).

و أضاف الغنيمي :  هناك أمر من ولي الأمر بحظر التجول ونحن فقط نقول كل من يخالف الأنظمة يجب أن يعاقب

و من جانبه  اكد بندر سلطان أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في حديثه ل"الوئام" موضحا ورأيه حيال ذلك  : "في البداية أود أن اشكر كل شخص قام بإبراز جهد رجال الأمن سواء مشهور أو صحفي او غيرهم من الناشطين في السوشيال ميديا فرجال الأمن يستحقون من كل شخص التغطية و إبراز أدوارهم العظيمة و من ناحية تغطية البعض للأسف أساؤوا في تغطية إبراز جهود الأمن كنوع من السخرية و الاستهتار و كأن الأمر اصبح «يوميات سناب شات»

و أضاف "سلطان" : الأمر امر حكومي و على الشخص أن يكون اكثر جدية و صرامة و أن لا يقوم بالتغطية على انها يوميات و هدفه تفعيل محتواه كما شاهدنا للاسف من البعض حينما قام بالتغطية و لكنه بدلا من أن يبرز جهود رجال الأمن استهتر  و لاقى انتقاد لاذع من قبل الجميع ".

 

و حول تغطية بعض المشاهير أفاد بأن بعض المشاهير الذين خرجوا بصورة حسنة و أبرزوا جهود الأمن يشكرون عليها و هذا واجبهم تجاه وطنهم ، و في المقابل الآخر من أساء لرجال الأمن و لم يبرزوا جهودهم سيكون ضررهم أكبر و عليهم أن يتحملوا الانتقادات بسبب سوء تصرفهم في هذه الأزمة الراهنة .

وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية العلوم الاجتماعية، الدكتور عبدالرحمن المنيع متناولا القضية من  منظور اجتماعي : "عند الحديث والخوض في موضوع وسائل التواصل الاجتماعي فإن أول ما يطرأ على ذهن القارئ هم المشاهير الذين ظهروا في هذه الوسائل المتعددة والذين  تزايدوا في الآونة الأخيرة بشكل لافت وخاصة في تطبيق ( سناب شات )، ومما لا شك فيه، هنالك الكثير من المشاهير الذين يظهرون لنا بمحتوى جيد وبالتالي فإن الواجب علينا هنا أن لا نعمم فالتعميم لغة الجهلاء ولكن هنالك عينات من الشباب والشابات اليافعين الذين يظهرون علينا بمحتوى يحمل التهريج ، تأنف النفس البشرية على أن تقوم به وهم ولله الحمد قلة ولكن الحقيقة الماثلة أمامنا أنهم مُتابَعين من الكثير من أفراد المجتمع ويقومون ببث سمومهم عليهم، وهذا بكل تأكيد له أثر بالغ، كون أن الحياة تأثير وتأثر ، ومع هذا إن قمت بنقده هاج وماج! ولا يقبل منك نقد ولا يمكن أن يتعاطى معه رغم أن النقد مكفول للجميع، بل يظنون بأن محتواهم جيد ومناسب! ولا يخفى على أحد بأن الاستحسان والاستهجان يكون بناء على عقل الانسان وماتبرمج عليه فكلما ازداد جهله يزداد قناعة بأن مايقوله هو الحق والأخرين قولهم باطل

 

و استطرد  المنيع في حديثه طارحا  سؤالا و أجاب عليه قائلا  : "لدي سؤال مهم جدًا وهو هل هؤلاء المشاهير لديهم ما يؤهلهم لنجدهم في عقول شبابنا قبل هواتفهم ؟ للأسف الشديد الإجابة ستكون غالبًا ل،ا فالغالبية منهم غير ضليع ثقافيًا ولا حتى علميًا والكثير منهم لا يراهم العقلاء إلا أشخاص متمرغين في الجهل وتوافه الأمور وغالب ما نراه منهم محل تندر وسخرية لأنهم يظهرون لنا بخطأ ثم يعتذرون ويعودون للخطأ بين الفينة والأخرى، والمؤسف حقًا أنهم ظهروا لنا مؤخرًا بتغطيات حول فايروس كورونا - أزاله الله عنا وعن المسلمين أجمعين - منتهزين ومقتنصين فرصة شهرتهم ومستغلين أي وسيلة كانت للمنفعة الشخصية وهذا عمل قابله موجة عارمة ومعارضة لهم

و عن عملهم في تغطية إبراز جهود الأمن و إساءة بعضهم للتغطية و أحقية وسائل الاعلام بتغطية الأحداث قال المنيع :

"هذا العمل لا يمكن قبوله تحت أي ذريعة كانت لأنهم ببساطة لا يملكون أي خبرة سواء كانت إعلامية أو صحفية تؤهلهم لعمل هذه التغطيات وإن من نقص العقل أن يقوم الإنسان بما لا يفقه فهنالك مختصون وإعلاميون قد ساغت قوائمهم في الميادين لعمل التغطيات وإظهارها بمهنية عالية فالناس لا يمكن أن ينطلي عليهم الجهل ويعرفون المتعلم من الجاهل وعلمنا هذا يجعلنا شركاء معهم في المسؤولية فالواجب التحذير من متابعتهم أو على الأقل الإعراض عنهم لقوله تعالى ( وأعرض عن الجاهلين )

 

و ختم المنيع حديثه برسالة موجهة إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي  قائلا :" من هذا المنطلق فإني أرسل سلامي لكل مشهور مقرونًا برسالة ناصحة ، أقول فيها: " إن كنت تريد أن تسلك هذا المسار فاسلكه بوعي حتى تقي نفسك من كل زلل وحَيِد عن جادة العقل والمنطق وإن أغضبك الناس بقولهم فاعلم بأنك قد أخطأت خطأ فادحا دعى الناس لرميك بكلامهم فإن رضيت فأهلًا وإن غضبت فقد غضبت من حق قد قلناه ولسنا ملزمين بإرضائك