مكتبة الملك فهد الوطنية.. صرح ثقافي يتوسط العاصمة الرياض

سجلت مكتبة الملك فهد الوطنية قفزة جديدة بتجاوز أوعية المعلومات حاجز المليونين ونصف وعاء "كل ما يتعلق بالمعلومات من كتب ومخطوطات ورسائل وأشرطة سمعية وسينمائية"، يستفيد من خلالها ما يزيد على 100 ألف مستفيد سنوياً، إضافة إلى 80 ألف صورة تاريخية داخل مركز معلومات المملكة وما يتعلق بها من كتب وصور وعملات معدنية وورقية وغيرها من مصادر المعلومات.

وشهدت مكتبة الملك فهد الوطنية في عام 2014م نقلة نوعية وكمية، تمثلت في مشروع توسعة نطاقها وتطوير شكلها الخارجي لتصبح تحفة معمارية فريدة تتوسط العاصمة الرياض، ومعلماً ثقافياً بارزاً في المملكة العربية السعودية، بمساحة تقدر بـ 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت مساحتها الإجمالية 21 ألف متر مربع، كما تضم المكتبة داخل جنباتها مسرحاً يستوعب قرابة 400 مقعد مجهز بأحدث الأجهزة المرئية والصوتية، الذي صمم بطريقة متميزة ليخدم جميع الأنشطة الثقافية والفعاليات المهمة التي تنظمها المكتبة.

وتعد المكتبة مسؤولة عن تنظيم وضبط الإنتاج الفكري المحلي وتوثيقه والتعريف به ونشره، وكذلك المركز الوطني المسؤول عن تسجيل المطبوعات، والمرجع في عمليات التسجيل والإيداع، إضافة إلى التسجيل والترقيمات الدولية لمنشورات السعودية مع المركز الدولي لتسجيل المطبوعات وتخصيص الأرقام المعيارية للكتب والدوريات فضلاً عن الدور التوثيقي في مجال المعلومات وعلم المكتبات.

كما تقدم المكتبة الاستشارات والدراسات المرجعية للأجهزة والهيئات الحكومية وجمع كل ما ينشر داخل المملكة أو عنها فضلاً عما يكتبه أبناء المملكة في الخارج، كذلك جمع كتب التراث والمخطوطات والمصورات النادرة والمطبوعات والوثائق المنتقاة، وإقامة وتنظيم معارض الكتب والندوات والمؤتمرات وتطوير أعمال المكتبات، إضافة إلى تقديم مكتبة الملك فهد الوطنية عديداً من الخدمات المتطورة التي تواكب التغيرات السريعة الإلكترونية التي تشهدها الشبكة العنكبوتية على مستوى العالم، عبر البوابة الإلكترونية التي يمكن الاستفادة منها من خلال الأجهزة الذكية وأجهزة الحاسب الآلي.

ويأتي توفير العديد من الخدمات عبر البوابة تحقيقاً لمتطلبات التعاملات الإلكترونية الحكومية، إضافة إلى متابعة مقترحات وآراء المستفيدين بغرض التطوير المستمر للبوابة والخدمات المقدمة، وإتاحة المكتبة للجهات الحكومية والأهلية وغيرها الفرصة لزيارة المكتبة للتعرف على خدماتها وذلك من خلال التقديم طلبات الزيارة عبر البوابة الإلكترونية للتسهيل على هذه الجهات إنهاء الإجراءات في وقتٍ وجيز.

وتعد المكتبة أنموذجاً للتلاحم بين القيادة والشعب، المعلم التذكاري الذي عبر من خلاله أهالي مدينة الرياض عن مدى حبهم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ،بمناسبة توليه الحكم في عام 1402هـ ،حيث بدأ في تنفيذ المشروع في عام 1406هـ ، ثم اتخذت بعد ذلك خطوة رئيسة تمثلت في اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض بالاستفادة من مشروع مكتبة الملك فهد وتحويله إلى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية.

وصدر قرار مجلس الوزراء في 6 / 5 / 1410هـ ، بالموافقة على نظام مكتبة الملك فهد الوطنية وهيكلها الإداري، حيث تعد المكتبة هيئة مستقلة ترتبط إدارياً بالديوان الملكي ولها ميزانية مستقلة ومجلس أمناء يتولى رسم السياسة العامة لها.