السعودية ونفط المستقبل ..

تعتبر الطاقة الشمسية أحد أهم عناصر الطاقة المتجددة و النظيفة التي تنتشر بنسب متفاوتة في كل بقاع الأرض و تسعى الكثير من الدول للاستثمار فيها و تحقيق اكتفاء ذاتي يضمن إنتاج معدلات طاقة كهربائية كبيرة بما يضمن التخلي عن مصادر الطاقة الأخرى و ذاك بفضل ما فيها من ميزات تجعلها تتفوق على غيرها من حيث ديمومتها و نظافتها البيئية فهذا الأمر و بمنظورنا الحالي هو نفط المستقبل الواعد الذي لا ينضب

استدامة الطاقة الشمسية كمصدر طبيعي يغمر سماء المملكة نهار كل يوم، بلا أي احتمالية لانقطاعه أو نضوبه إلى قيام الساعة، تضمن التفوق للطاقة الشمسية على النفط، في ضوء خضوع الأخير لعوامل النضوب المرتبطة باستهلاك مخزوناته، فالطاقة الشمسية طاقة متجددة على الدوام أما النفط فينفذ بالتدريج مع استخراج مخزوناته إلى أن ينتهي عدا عن أخطاره البيئية التي تزداد يوماً بعد يوماً نتيجة الغازات المنبعثة سواء من خلال استخراجه أو أثناء عملية الاستهلاك و الاحتراق.

إن إنشاء المملكة لهذا المشروع لتوليد الطاقة من أشعة الشمس، سيضمن لها استمرارية الريادة في توفير الطاقة، وسيرسخ سمعتها باعتبارها مصدر الأمان العالمي في الطاقة، لا سيما مع المؤشرات الحالية التي تكشف عن تزايد الطلب العالمي على الطاقة المولدة من الشمس في المستقبل و يعد هذا الأمر الواعد مستقبلاً هو أحد أهم محاور تركيز القيادة السعودية لما فيه خير يعود على السعودية عموماً كاقتصاد علاوة على ما سيشعر به المواطن من فروقات جوهرية تخدم عملية التنمية و الرفاهية عموماً.

تُعد الطاقة المتجددة، ومنها الطاقة الشمسية ذات أهمية كبيرة في التقدم والتنمية المستدامة، نظراً للفوائد البيئية والاقتصادية التي توفرها، ومنها توفير الاحتياجات المتزايدة للطاقة، والطلب المستقبلي للطاقة الكهربائية، والإسهام في خفض غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة التغير المناخي، وخفض كمية الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى الإسهام في التنوع الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وإنعاش الاقتصاد.

و في ذات السياق فقد وقّع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2018 مذكرة تفاهم مع صندوق (رؤية سوفت بنك) لتنفيذ خطة الطاقة الشمسية 2030 في المملكة، والتي تعد الأكبر في العالم في مجال إنتاج الطاقة الشمسية ذاك الأمر الذي يتناسب و رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحسين كل الموارد سواء تلك التي تتعلق بالطاقة أو تطوير الموارد البشرية.

يأتي انتقال السعودية لمرحلة ما بعد الاعتماد على النفط، من خلال فتح صندوق كنزها الذي ظل مغلقاً فترة طويلة واستثماره بشجاعة كبيرة، لصناعة المستقبل بـ"مشروع خطة الطاقة الشمسية 2030 " الذي يغير بلا شك في صناعة الطاقة المتجددة عالميًا.

و كانت تقارير دولية قد أشارت إلى أن الاستثمار الجديد في الطاقة الشمسية في السعودية يعد ثاني أكبر مشروع للطاقة الشمسية العالمية تشارك فيه مجموعة "سوفت بنك" اليابانية.

وأوضحت التقارير أن المجموعة سوف تستثمر أيضاً ما يصل إلى 20 مليار دولار إلى جانب شركتي فوكسكون وبهارتي إنتربرايز في مشاريع الطاقة الشمسية في الهند التي لديها هدف طموح لتوليد 100 جيجا واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022.

العالم سيشهد تطور كبير في مجال الطاقة

‏حيث تظهر التحليلات أن المنشآت الكهروضوئية الشمسية

‏متوقع لها أن تنمو بمعدل 6 أضعاف على مدار السنوات العشر القادمة
‏حيث تصل سعتها التراكمية في جميع أنحاء العالم الى :

‏ 2840 جيجا وات عام 2030

‏8519 جيجاوات عام 2050

هذا الاستثمار الواعد في مجال الطاقة المتجددة يعتبر انتقالاً نوعياً للسعودية و المنطقة ككل بل و عالمياً أيضاً ما يفتح آفاق واسعة أمام العديد من البلدان صوب التوجه لاستثمار تلك الطاقة التي لا تنضب أو شراء منتوجاتها من الطاقة في سبيل الحفاظ على البيئة تفادياً لأزمات ضخمة قد تؤثر على مستقبل البشرية