وعود تميم باستثمار 15 مليار دولار في تركيا ذهبت أدراج الرياح

شهد الاقتصاد التركي في أغسطس من العام الماضي كارثة حقيقة بعد انهيار العملة المحلية "الليرة" أمام الدولار الأمريكي الذي وصل لأكثر من 7 ليرات في أقل من 24 ساعة بسبب تغريدة عبر "تويتر".

ومع تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية، خرج أردوغان في محاولة منه لطمأنة جماهيره، قائلًا إن قطر ستضخ 15 مليار دولار لإنقاذ الليرة من كبوتها بعد انهيار ساحق أمام الدولار، إلا أن الواقع كشف عكس ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

صحيفة "زمان" التركية، رصدت أوجه الأزمة والتي كان آخرها رفض شركة “BeIN” المالكة والمستحوذة على شركة البث الفضائي التركي، دفع 500 مليون دولار، للحصول على حق بث مباريات الدوري التركي، بسبب ما تتعرض له من خسائر كبيرة.

وقالت الصحيفة، إن المجموعة القطرية “BeIN”، قد تلجأ إلى خسارة مبلغ التأمين البالغ 162 مليون دولار، في مقابل عدم سداد مبلغ 1.5 مليار دولار على مدار 3 سنوات، في استثمار خاسر.

"حلم الجحش" كان عنوان مقال للكاتب الصحفي بهادير أوزجور، علق على الأزمة الطاحنة، وكشف خلاله أبعادًا للأزمة أكبر من المشهد الحالي، قائلًا إن قطر وعدت بضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد التركي بقيمة 15 مليار دولار أمريكي، ولكن لم يتحقق ذلك ولم نسمع سلامًا أو كلامًا عن الاستثمارات التي وعدت بها قطر العام الماضي، بقيمة 15 مليار دولار.

وأضاف أن أنباء خرجت عن إقامة مشروع سكني يضم فيلات في بلدة ماتشكا، وعن بيع شركة “تشاي كور” لقطر، وتقطيع غابات مدينة بولو، وبيع الخطوط الجوية التركية، مؤكدًا أن الوعود القطرية التي تمت مجرد شراكات بسيطة وشراء مواطنين قطريين للعقارات في تركيا وشركات لإنتاج الأعمال الدرامية، لافتًا إلى أن الشراكة الأكبر كانت من خلال مساهمة القطريين في شركة “BMC” للصناعات العسكرية التي يمتلكها رجل الأعمال أدهم صانجاك المقرب من أردوغان، مقابل 50 مليون دولار فقط.

وحول أزمة مجموعة “BeIN”، أوضح "أوزجور"، أن الشركة تريد تثبيت سعر صرف الدولار عند مستوى 3.80 ليرة تركية، لافتًا إلى أن الاتفاق بين الطرفين ينص على أن يتم سداد نصف قيمة التعاقد بسعر صرف الدولار 3.78 ليرة تركية، على أن يكون النصف الآخر من التعاقد بالسعر المحدث في البنك المركزي وقت السداد.

وأكد أن شركة “BeIN” القطرية تتعرض لخسائر فادحة منذ دخولها إلى السوق التركية من خلال الاستحواذ على شركة “Digiturk” للبث الفضائي، حيث تراجع عدد المشتركين لديها من 3 ملايين إلى 2.4 مليون فقط في السنوات الأربع الأخيرة.

وتابع: الدوري التركي لم يعد مربحًا للشركة القطرية مع تراجع أعداد مشتركيها، في حين ارتفعت الاشتراكات في قطاعات أخرى مثل مسلسل “صراع العروش” الشهير عالميًا الذي حقق لها 60-70 ألف اشتراك جديد، ومسلسل “تشرنوبيل” الذي حقق 40-50 ألف اشتراك جديد فقط.

وأوضح "أوزجور" أن قطاع الإعلانات الذي يعتبر قاطرة القنوات الفضائية والتليفزيونية يشهد تراجعا كبيرا في الفترة الأخيرة بسبب ارتكازه على شركات السيارات والعقارات التي تعاني من أزمات مالية كبيرة، حيث وصل أجل السداد إلى 180 يومًا بعد أن كان 60 يومًا فقط.

وذكرت تقارير اقتصادية نشرتها جريدة “جمهوريت” التركية، أن الاستثمارات القطرية خلال الربع الأول من عام 2019 بلغت 35 مليون دولار مقابل 73 مليونًا خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.

يشار إلى أن الانهيار الذي ضرب الليرة التركية أمام الدولار أغسطس من العام الماضي، أصاب جميع القطاعات التركية ولم تنجح أنقرة في التعافي منه حتى الآن، بعد فشل المحاولات الحكومية المتكررة لمعالجة الأزمة الطاحنة.