النقل الخارجي.. عقبة المعلم في تحقيق الاستقرار النفسي

الوئام – سمير اللهيبي – إسماعيل الحكمي :

لا يخفى على منسوبي وزارة التربية والتعليم حجم معانة المعلمين والمعلمات في النقل الخارجي، الأمر الذي جعل الوزارة ومستشاريها عاجزين عن حله طيلة العوام الماضية.
هذا وتعلم الوزارة جيدا أن استقرار المعلم والمعلمة شيء أساسي وأحد أركان العملية التربوية، كما أصبح النقل شيئا مستحيلا كما وصفه المعلمون، علما بأن الاستقرار يتيح للمعلم والمعلمة فرصة في رسم مستقبله ومستقبل أسرته، ومنها توفير المسكن الملائم وغيرها من المشاريع التي يطمحون إلى إنجازها، والتي تعد مستحيلة تزامنا مع الوضع الحالي الذي يجعل المعلم والمعلمة ينتظران النقل عشرات السنين.
ويفترض للوزارة أن تعقد مؤتمرًا منذ بداية العام الدراسي، تحدد فيها آلية النقل، والاحتياج حسب المناطق، وكذلك متى موعدها وتنشر الأسماء في جميع الصحف، حيثُ إن الوزارة تمتلك أحدث التقنيات التي تسهل مهامها، كما أن توفر البيانات في منظومة قاعدة البيانات لديها يمكن تحليلها، وبالتالي إعطاء نتائج مسبقة ونشرها على المعلمين.
(الوئام) اقتربت من المعلمين بعد أن أعلنت التربية فتح النقل الخارجي أمام المعلمين والمعلمات ورصدت أهم ما يدور في أذهان كل معلم ومعلمة حول النقل الخارجي لنخلص إلى عدة نقاط هامة يجب إعادة النظر فيها من أجل تحقيق الاستقرار للمعلم وهي.
إعادة النظر في شروط النقل الخارجي :
تعديل ضوابط حركة النقل الخارجي أصبح شيئا ضروريا مع تطور وسائل التقنية وإضافة حلول جديدة في رغبات حركة النقل الخارجي مع تثبيت الرغبات الخمس الأولى، وإمكانية الإضافة والتعديل في الرغبات من السادسة إلى العاشرة دون التأثير على سنة التقديم .
شرط سنة التقدم:
وجود هذا الشرط أدخل الغموض على مفاضلة الحركة؛ حيث إنه قديمًا كان يُنظر لسنة المباشرة في التعليم كأهم شرط، وكان جميع المتقدمين مكشوفين أمام بعضهم، وعند إدخال سنة التقديم فقد اكتنف الغموض هذا الأمر.
تزايد حوادث المعلمات وإيجاد وسائل نقل للمعلمة :
لم تستطع وزارة التربية والتعليم حتى الوقت الحالي تأمين وسائل نقل خاصة بالمعلمات، مما دعاهن إلى اللجوء إلى وسائل نقل تقليدية وبسيارات خاصة لمؤسسات نقل أو لمواطنين بهدف إيصالهن لمدارسهن صباحًا والعودة بهن ظهرًا وربما تستغرق تلك الرحلات ساعات يوميًّا، و(الوئام) اقتربت من الكثير من هذه الحالات .
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼ‌ﺗﻲ ﻳﻨﺘﻘﻠﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﺳﻜﻨﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻋﻤﻠﻬﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻭﻳﻌُﺪﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ ولو رجعنا لحوﺍﺩﺙ المعلمات ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ يندى له الجبين، وما حوادث المعلمات إلا رسالة للوزارة .

نظام التدوير بين المحافظات والتكليف والندب :
ومن المعروف أن كثير من الوزارات لديها نظام تكليف وندب ومن الحلول المقترح على وزارة التربية والتعليم في ظل ضعف حركة النقل الخارجي، إيجاد نظام تكليف وندب ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ حيث إن التكليف ﻭﺍﻟﻨﺪﺏ يعتبران ﺃﺣﺪ العوامل المساعدة على استقرار المعلمين والمعلمات، مع تحقيق ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤعلمين والمعلمات ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ .
بدل غربة للمعلمين والمعلمات المغتربين :
بعد معاﻧﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻭﺍﻻ‌ﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ والمصاريف بين السكن والمواصلات‌، ولكم ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭﻭﺍ ﺣﺠﻢ الغربة وﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ يشاهدها المعلمون والمعلمات ﻭﺣﻴﺚ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻃﻮﻝ البعد عن الأبناء والأهل، ﻭﺣﻴﺚ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺑﺪﻝ ﺃﻭ تعوﻳﺾ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻏﺮﺑﺔ وﻣﺘﺎﻋﺐ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻭﻧﻔﻘﺎﺕ ﻭﻣﺨﺎﻃﺮ، فالمعلم والمعلمة يدﻓعون ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ إما أن يرضون بالغربة وإما بالفقر ووزارة التربية لم توفر لهم بدلا يؤنس غربتتهم عن أهلهم وأبنائهم ومناطقهم.
تخصصات منذ سنوات لم تتقدم بحركة النقل:
يعاني عدد من التخصصات من ضعف كبير وانعدام في حركة النقل، فعلى سبيل المثال هناك تخصص الاجتماعيات والحاسب الآلي أصبحت حركة النقل فيهما شبه معدومة منذ سنوات فالعديد من المعلمين والمعلمات أمضوا قرابة العشر سنوات وهم بعيدون عن أهاليهم، كذلك محضري المختبرات المدرسية يعانون من حركة معدومة حالت دون انتقالهم لمناطقهم أو حتى القرب منها، خصوصا طالبي النقل لمنطقة (جازان).
حيرة وأماني الميدان التربوي :
وحسب تأكيدات عدد من المعلمين والمعلمات فإن الوزارة تتحجج في ضعف حركة النقل الخارجي باكتفاء الميدان التربوي، وأنه لا يوجد احتياج ببعض المناطق، رغم أن من يزور الميدان ومن خلال تأكيدات عدد من مديري المدارس يلاحظ وجود احتياج كبير لعدد من التخصصات التي حركتها شبه معدومة، حيث يغطى احتياج المدرسة بتكليفات إكمال من مدارس أخرى، وبما يخص محضري المختبرات المدرسية فعديد من الادارات لم تفعل توجيه محضري المختبرات للمدارس الابتدائية، مما يثير عددًا من الاستفهامات هل شؤون المعلمين بإدارات التعليم لا ترفع للوزارة احتياجاتها؟! أم الوزارة لا تبدي اهتماما لذلك؟! حيث يفتح ذلك مجال للتعيين ومجال لحركة النقل الخارجي .
كما أن وزارة الخدمة المدنية تزخر بعد كبير من أصحاب المؤهلات التي تحتاجها وزارة التربية والتعليم، ففتح المجال بتعيينات جديدة يساهم بعلاج مشكلة البطالة وتخفيف نصاب المعلم وزيادة أعداد المعلمين، فذلك يفتح المجال لحركة النقل الخارجي .
في نهاية الحوار والتحقيق الذي استطلعته (الوئام) مع العديد من المعلمين في كل مناطق المملكة، يتمنى الكثير من المعلمين والمعلمات من وزارة التربية والتعليم وضع حلول لحركة النقل الخارجي لمنح الاستقرار النفسي والمعنوي لمنسوبيها وهذا سينعكس إيجابا على العملية التعليمية .