عبدالله الزهراني: دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي جاء في الوقت المناسب

مكة المكرمة - الوئام -​ عبدالله فالح الذيابي:

اكد الدكتور عبدالله الزهراني ،الاستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة أم القرى أن قرار دمج وزارة التربية والتعليم، بوزارة التعليم العالي جاء في الوقت المناسب؛ وذلك لتوحيد الجهود بين الجهات المسؤولة عن التعليم، ومحاولة إصلاح بعض الخلل الذي يعاني منه النظام التعليمي.
وقال الزهراني في لقاء مع «الوئام» إننا نعيش عصر الانفتاح الفكري، والتواصل المعلوماتي المختصر، الذي تتلاقح فيه الثقافات.

وكان الحوار التالي مع الدكتور عبدالله بن أحمد الزهراني، بمنزله بمكة المكرمة.

​* ​هل تأخر قرار دمج وزارة التربية والتعليم​،​ بوزارة التعليم العالي​،​ أم أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب؟

​- ​أجاب الدكتور الزهراني: من وجهة نظري أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب؛ وذلك لتوحيد الجهود بين الجهات المسؤولة عن التعليم، ومحاولة إصلاح بعض الخلل الذي يعاني منه النظام التعليمي، سيما أننا نعيش عصر الانفتاح الفكري، والتواصل المعلوماتي المختصر، الذي تتلاقح فيه الثقافات؛ مما يؤدي إلى التلوث الفكري، ويزيد في ذلك المناخ الانحراف الفكري، وسلوك الإرهاب والتمرد على المجتمع.

فلذلك كان قرار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- موفقًا ومسددًا للسيطرة على جوانب ومؤسسات التعليم، وتوجيهها نحو أهدافها السامية التي وضعتها الدولة -حفظها الله- وفي مقدمتها حماية العقيدة الإسلامية والمنهج السوي، والحفاظ على الهوية الوطنية، فإن آلية العمل في وزارة التعليم ستصب في هذا الاتجاه، من وجهة نظري، كما أن مستقبل التعليم في ظل الوحدة الإدارية، والإطار المركزي الذي يوجهه سيكون مشرقًا وداعمًا لخطط وبرامج التنمية الوطنية.

​* ​أفصحت وزارة التعليم مؤخرًا عن معايير قبول جديدة لكليات التربية في الجامعات السعودية، هل تعتقد أن هذه المعايير تحد وتضبط عملية القبول أم أن لها أبعادًا أخرى؟

​- ​أجاب الدكتور الزهراني، أن كلية التربية من أهم الكليات الجامعية لأن مخرجاتها تعمل على إمداد المجتمع، وسوق العمل بالكوادر الوطنية المؤهلة بمختلف مجالاتها، ولعل من أهم مفاتيح تطوير التعليم تطوير المجتمع، والتعليم، وتطوير كفاءة المعلم، والبحث عن الجودة النوعية في أدائه، وهذا ما حدا بالوزارة لمراجعة معايير القبول في هذه الكليات؛ بهدف الارتقاء بمدخلاتها؛ لتكون على قدر جيد من التأهيل العلمي الذي يسهم في تميز المخرجات، وبالتالي فإن هذه المعايير نقلة نوعية لوضع كليات التربية وطليعة الكليات الجامعية ذات الجودة العالية.

​* ​ما المأمول للشراكة بين كليات التربية وإدارات التعليم من وجهة نظر سعادتكم؟

​- ​أجاب الدكتور الزهراني قائلاً: إن من منطلق المفاهيم الحديثة في التعليم العالي، فإن مؤسساته ينبغي أن تتحول نحو الاندماج مع قطاعات المجتمع ككل، وقطاع التعليم بصفة خاصة، سيما بعد أن أصبح التعليم العام والعالي في مظلة وزارة واحدة، وإن مفهوم جامعات بلا أسوار يعني إخراج الجامعة من إطارها التقليدي الذي تمارسه فيه، ووظائفها بطريقة الانكفاء على الذات إلى واقع المجتمع ومشكلاته.

فمن المفترض أن تكون العلاقة تشاركية بين إدارة التعليم كجهة تنفيذية وكليات التربية كبيوت خبرة في المجال التربوي والتعليمي، كما يجب أن تكون هذه الشراكة في إطار التكامل المنشود بينهما، بما يختصر الكثير من الوقت، والجهد، والمال، الذي كان سابقًا أحد جوانب انخفاض الكفاءة الإنتاجية للتعليم.

​* ​في ظل حركة البحث العلمي والإنتاج الجم للأقسام الأكاديمية الذي بلغ بعضها آلاف الرسائل، والأطروحات العلمية، مثل قسم الإدارة التربوية والتخطيط، بجامعة أم القرى ومؤسسات التعليم، على سبيل المثال كيف يمكن الاستفادة من نتائجها، وتوصياتها للجهات المستهدفة بتلك الدراسات؟

​- ​أجاب الدكتور الزهراني قائلاً: إن هذا السؤال في غاية الأهمية لكونه يتعلق بالإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الدراسات العليا في كليات التربية، حيث تم طرح ومناقشة قضايا بحثية تطبيقية في صميم العلمية التعليمية والتربوية. لكنها للأسف تظل بعزل عن الواقع فلا يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب، ولكونها تعالج قضايا التربية، فقد احتوت من خلال المنهج العلمي نتائج وتوصيات في غاية الأهمية، من شأنها أن تنهض بالعمل التربوي، وتعالج قضايا وإشكالات التعليم بمختلف جوانبها.

وعليه، ينبغي أن تقوم وزارة التعليم بتحويل هذه البحوث العلمية وما تضمنته من حلول إلى الميدان، حيث يتم تطبيق توصيات ومقترحات تلك الدراسات بكل دقة؛ لكي يتم استثمار وتوظيف البحث العلمي في خدمة التعليم بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.

​* ​هل لدى سعادتكم إضافات في ختام هذا اللقاء؟

​- ​أولاً أشكر الله -عز وجل- على ما أنعم علينا بنعمة الإسلام، ونعمة الأمن، في ظل القيادة الرشيدة التي لا تألو جهدًا في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، وخدمة مواطنيها، والوقوف مع أشقائها على المستوى الخليجي، والعربي، والإسلامي.

كما أسأل الله أن يحفظ هذه البلاد، وقادتها، وأمنها، ومقدساتها، وأبناءها، من كل سوء، وأن ينصر جنودنا البواسل المرابطين على الحد الجنوبي.

كما لا يفوتني أن شكر صحيفة “الوئام” ممثلة في إدارتها، وطاقمها، على هذا اللقاء، كما أتمنى لها مزيدًا من التقدم والنجاح.