إيش شايفني هندي!!

بدر محمد الغامدي

الزمن عام 2009م، استرقت السمع لبعض الأخبار آنذاك، ذكروا أن دولة الهند إذا استمرت في تطور اقتصادها بتلك الوتيرة، فإنها ستكون في عام 2050م الدولة العظمى اقتصاديًا.

فلقد أصبحت مكتفية ذاتيًا في مجالي الزراعة والصناعة، مع الاكتفاء بالأيدي العاملة في المسار الطبي. لذلك ستقفز على الكبار كأميركا واليابان والصين وغيرهم.

نسير معًا لنتمعن أن الهند الدولة النووية ذات المليار نسمة وأكثر، هي رابع دولة في العالم من ناحية القدرة القتالية لجيشها على مستوى العالم، وهي بذلك من الدول العظمى عسكريًا، التي تفوقت على دول متطورة في الوقت الراهن.

و خذ لديك أن رئيس مجلس إدارة شركة «قوقل» الأميركية هو «ساندربيشاي» ذي الأصول الهندية. فما الشيء المشترك في المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات التقنية الأميركية؟

إنه الرجل أو المرأة ذو الأصول الهندية، الذين نالوا ذلك بإنجازهم وتميزهم. فأميركا التي تستورد النفط من السعودية والسيارات من اليابان، والتلفزيونات من كوريا الجنوبية، قد أصبحت الآن تستقطب الإنسان الهندي الذكي الذي يبني ويطور أميركا.

فالشركات الكبرى مثل «أدوبي»، «مايكروسوفت»، «ببسي» و«ماستر كارد» وغيرها، كل مديريها من ذوي الأصول الهندية، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

وذلك لإبداع هؤلاء الذي كان له الأثر في تدفق الكثير لوادي السيليكون، الذي يحوي عظماء الشركات في مجال التقنية بشمال كاليفورنيا. حتى إن أحد الكُتّاب توقع فوز أحد أبناء المهاجرين الهنود بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية قبل عام 2050م.

ما زلتُ أتذكّر عام 2011م عندما ودعت صديقي المبتعث الذي سافر لينهل من الخارج العلم والفائدة في العلوم التقنية، فلم يكن ابتعاثه لأميركا أو بريطانيا ولا كندا على تميزهم وتفوقهم العلمي، لكن كان مقصده دولة الهند في تخصص «الشبكات» بقسم الحاسب الآلي.

فقد قالها صديقي الآخر ممازحًا لأحد الطلاب المستجدين بالجامعة هنا: إذا رأيت هنديًّا بالجامعة، فلا تقل له: «يا صديق أو رفيق»، فقد يكون هو «دكتورك بالجامعة».

همست في إذنه قائلاً : نسمع كثيرًا ما يقال استهزاءً «إيش شايفني.. هندي». فهذه الهند يا سادة وما وصلت إليه.

هم الآن في تطور دائم، وهم يحققون ذاتهم بمجهوداتهم، ويحققون أعظم الإنجازات بكل تواضع وثقة. فهذه ومضات، وإلا فالكثير عن تطور الهند لم يذكر، لكنه كما قيل: (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق).

فبعد ذلك كله هل تفكر أن تكون مثل المبدع الهندي!!.يقول المهاتما غاندي: سيتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يقاتلونك، وبعد ذلك تنتصر.

badralghamdi@