مستقبلنا والإعلام الجديد؟

طلال الفرد

يتسائل الكثير عن سبب تسمية الإعلام الجديد بهذا الاسم وهل هناك إعلام قديم حتى يكون له جديد؟!

والواقع أن اختيار الاسم هو واحد من ثلاثة اسماء مرادفة لبعضها من ناحية المضمون وهي (الإعلام الرقمي والإعلام الاجتماعي بالإضافة لمسمى الإعلام الجديد).

فبالرغم من تعدد المسميات إلا أنها تصب في مصب واحد وهو ما يسمى بالإعلام الجديد الذي اختلف في تعريفه علماء الإتصال واتفق الكثير منهم بأن التعريف الأقرب لوصفه هو اندماج الأجهزة الإلكترونية مع شبكات الإنترنت والذي أكمل بذلك دائرة الاتصال برجع الصدى الذي يعد العنصر الخامس من عناصر الاتصال وهي (مرسل، رسالة، وسيلة، مستقبل، ورجع الصدى) .

وهذا العنصر المكمل لدائرة الاتصال هو من جعل الإعلام الجديد يتميز عن سابقه وهو (الإعلام التقليدي) وأقصد هنا الصحف والمجلات الورقية والإذاعات الصوتية والقنوات التلفزيونية.

يقول البعض بأن الإعلام الجديد هو مفهوم يتضاد مع الإعلام التقليدي إلا أن لي وجهة نظر مخالفة لهذا القول ولي حجتي فما أراه هو أن الإعلام الجديد إمتداد للإعلام التقليدي لأن الأصل واحد والإختلاف فقط في الأدوات وحجتي أن من واكب هذا التطور من وسائل الإعلام التقليدية سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئيّة لا زالوا مسيطرين على زمام الأمور في الوسط الإعلامي ولازالت الموثوقية ورقة رابحة في أيدي المؤسسات الإعلامية التقليدية ومن ينتمون إليها.

ولعلي أذكر مثال في أمريكا بعد ثورة الإعلام الجديد تم إغلاق الكثير من الصحف الورقية التي لم تواكب هذا التطور أما من تداركو الأمر فقد نجو إلى بر الأمان.

وعلى الصعيد الشخصي أصبح الإعلام الجديد في متناول الجميع وبإمكان أي شخص يحمل هاتف ذكي موصول بالإنترنت أن يكون إعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت كل الحواجز والقيود لدرجة أن علماء الإتصال أطلقوا على هذا النوع من الإعلام بالسلطة الخامسة لقوة تأثيره بالرأي العام على بعض قرارات المسؤولين في الدول.

ونجد أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين قائد نهضتنا وصاحب رؤية مملكتنا الطموحة 2030 الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قد أولوا اهتماماً كبيراً بالإعلام الجديد وقدموا له دعماً غير مسبوق عن طريق وزارة الثقافة والإعلام التي قام الوزير الدكتور عواد بن صالح العواد من خلال مركز الإعلام الجديد الذي أطلق مؤخراً مبادرة نوعية في نهاية عام ٢٠١٧ تحت مسمى جائزة الإعلام الجديد.

والتي سعى من خلالها لتكريم أصحاب المحتوى الهادف من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وسيكون لهذه الجائزة أثرها الإيجابي في تطوير مستوى الإعلام الجديد في السعودية من خلال تنافس صناع المحتوى على تقديم الجديد والمفيد في الأعوام المقبلة بمشيئة الله.

تويتر: Talal_Alfard@
إيميل: [email protected]