الموظف المراسل

سميرة القرشي

قرأت اليوم مقوله عن العمل للمفكر والكاتب الأمريكي “ستيفن كوفي” وهي تقول: إذا نقلت المشكلة إلى رئيسك ، فأنت مراسل وإذا نقلتها مع اقتراح بحلها، فأنت مستشار أما إذا نقلتها وقد بادرت في حلها، فأنت قائد.

ُترى كم مراسل في دوائرنا الحكومية “وكم قائد لدينا !!

أن بيئة العمل تجود وتزخر بالمراسلين وتشح كثيراً بالقادة.

المراسلون هم كائنات نشطة تعيش على المواقف اليومية والأحداث تفسرها كيفما تشاء بل و لاتكتفي بذلك ، إنما تنقلها للرئيسها في العمل بزخمها وبكل تلك الهاله المتوهجه حولها من نسج خيال ذلك “المراسل” وكل هذا لأجل كسب رضاء الرئيس وتمتعه ببعض الميزات (اداء وظيفي عالي ، تزكية وترشح لمنصب أعلى ، مديح وثناء، وقربة و صحبة مع الرئيس، وإعفاء من بعض المهام، او ربما للحصول على حفنة مشاعر).

فترى هذا المراسل سريع الحركة متربصاً بضحية يبحث عنها في كل موقف وكل لفتة فهو يدخل على رئيسه كل دقيقة يخبره بكل شاردة وواردة وما تتضمنه هذه الدقيقة من بعض الإفتراءات على زملائه.

هؤلاء المراسلين حين تصتطدم بهم في بيئة عملك عليك أن تتوقع الآتي : إحساسك بالشعور بالسلبية وإنعدام الحماس للعمل يخلقون جو في بيئة العمل غير مريح.

تصبح على أهبة الاستعداد لتقبل مزيداً من الصدمات والخيبات ، يصبح لديك رهبه في التعامل مع الآخرين في العمل وفقدان ثقه تخفت روحك وتقل إنتاجيتك .

أن أسوء الامور في العمل لا ينفك عن كونه نقل الصورة الخاطئة للرئيس عن زميل لك فهو دليل على عدم الوعي ، وإعطاء تصور للآخرين أنك شخص ضعيف  بل مهزوز.

وتتدخل في شؤون عمل ذلك الرئيس المغيب تماماً عن الصورة ، وهذا غالباً يعكس صوره غير محبيه عن رئيسك بأنه ساذج وإنسان سمعي ويسمح للآخرين بتوجيهه ‏ولا رأي له ، رأسه كقبضة الباب ، يستطيع ان يديره كل من يشاء .
كما انه يعطي انطباع بأنك شخص “وصولي”.

حبك لرئيسك في العمل ليس عيباً ، وتقربك له ليس خارج عن حدود العرف والذوق العام ، بل على العكس هناك رؤساء يفرضون على الآخرين حبهم وإحترامهم ، ولكن !!!!

لايجب ان يكون تقربك له على حساب أذية الغير وتلفيق التهم جزافاً ، ولعب دور الموظف المغلوب !!!

إن لعبك لدور الضحية وزملائك دور الجلادين شعور مخزي وستتحول مع الوقت لشخص مكروه ، ومنبوذ ، سينظر لك الجميع نظرة شفقه و عطف ، وإشمئزاز ربما !!

عزيزي القاريء أحرص الأ تكون “مراسلاً” يوما ما ، مهما كانت الظروف طور نفسك لتكن قائداً فذاً ، كن أنت ، كن إيجابياً قوياً ، كن ذكياً محبوباً اخلق لنفسك جو عمل مفعم بالحيوية إعمل بجديه ونديه.

إبتسم ، إضحك عندما تمر عليك لحظات السعادة ، بل قهقه ، وإطلق النكات إحجز مقعداً في مقصورة السعادة ، وإذا لم تجد مقعداً تخيل انك تجلس عليه.

” اختلق” السعادة “فالسعادة شعور حاول أن تخلقه لنفسك” وعيش السعادة بكل تفاصيلها فالحظات الجميلة في الغالب لاتعود وتذكر دائما قول المصطفى علية الصلاة والسلام ” لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ، مايحب لنفسه “

إبدع تعلم شيء جديد ، لم تكن تعرفه ، إكتشف في نفسك كل الطاقات ، وأطلق سراحها ، لا تدعها تذهب هدراً ، عندها سيحبك الجميع وليس فقط رئيسك.

وأخيراً …. دع مايريبك الى مالا يريبك