إيران .. سرطان الشرق الأوسط

هايف بن سعود العتيبي

تختلق إيران الأزمات وفقاً لخيالها المعتل ، لتقدم البراهين مرات ومرات على إفلاسها ، واستمرت خلال السنوات الماضية ولازالت في بذل المال والجهد للحرب في سوريا وفي لبنان وبالطبع في اليمن من خلال الحوثيين للسيطرة على الوضع هناك وزعزعة أمن واستقرار المملكة ، في إفلاس واضح للعيان وليس في حاجة إلى كثير بحث عن مآربها الهشة ، وبدلاً من اتجاهها لتجاوز أزمتها وتبديل سياساتها من جذورها اتجاه دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط تطمح لتعميقها بأساليب مختلفة .
آخر مراهقات إيران وما أكثرها ، التهديد العلني الذي صدر عن الرئيس حسن روحاني ، نفسه ، بأن صادرات النفط الإقليمية قد تتعرض للخطر ، إذا حاولت واشنطن الضغط على دول العالم لوقف شراء النفط الخام من إيران . ونقلت وكالات الأنباء العالمية ، عن روحاني قوله مساء الاثنين الماضي ، خلال زيارة لسويسرا : ” زعم الأمريكيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل . إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح ، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني ، بينما يجري تصدير نفط المنطقة ” . وقال روحاني أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في سويسرا : ” إذا كنتم (أيها الأمريكيون) تستطيعون ، فافعلوا وسترون نتيجة ذلك ” .
المراهقة هذه التي وصلت إلى حد التهديد لن تغير شيئاً من الواقع ، فالتهديد الإيراني هو فقط للاستهلاك الإعلامي ليس إلا ، يُراد منه أن يوصل رسالة للمحافظة على هيبة الدولة ، وجلب أنظار العالم عما يحصل في الداخل الإيراني من احتجاجات يومية ، هذا على الرغم من تأكيدنا أن هذه التهديدات تعوّد عليها نظام خامئني منذ سنوات عديدة ، ولم تعد إيران وخرافاتها تنطلي على أجندة دول العام إذا اجتمعت على محاربتها أساساً .
على مدى عقود والنظام الحاكم في إيران يواصل تأثيره السرطاني في جسد العالم وفي منطقة الشرق الأوسط ، تارة بسفك الدماء وتارة بزرع الفوضى ، وأخرى ببث تهديداتها بأعمال عسكرية ، والواضح للعيان أنها تعيش تحت تأثير الأحلام نتيجة لضعف عقول حكامها وقلة تمييزهم .
الكل أضحى يدرك النزعات الانتحارية التي تلبّس بها النظام الإيراني ، والذي برغم كل علامات الانحسار الاقتصادي والقلق الأمني، وتحول أراضيها إلى منصات لدعم الإرهاب والإرهابيين في العالم ، مثل دعم القاعدة وطالبان وحزب الله وحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الوحشية ، واتّباع النظام الإيراني برنامجاً نووياً سرياً وتطويره صواريخ باليستية عابرة للقارات ، وغير ذلك من علامات تدل على انحدار غير مسبوق ، ما زال يتغطرس على حساب الداخل الإيراني ، الذي يدفع للأسف قيمة غطرسة النظام ومقامرته على مواقف كثيرة .
ما يمكن قوله وإثباته وبكل تأكيد أن التهديدات سواءً تلك السياسية أو الإعلامية لا تبدّل شيئاً من الواقع ، بل حقيقة هي تعكس ” أزمة إيران ” ومواجهتها لما اقترفته يداها وما فعله حكامها ، ولا تجد أمامها حلاً سوى ابتداع مزيد من الأزمات التي ليس لها نتيجة سوى فقط أن تغرق هي وحدها في المزيد من المشاكل .

 

هايف بن سعود العتيبي