ذكرى غزو الكويت: موقف تاريخي للمملكة.. ودرس لأي نظام مارق

الوئام-متابعات

تقف اليوم الذكرى الـ 28 لغزو الكويت من قبل نظام صدام حسين مشيرة إلى حدث مأساوي حزين سجل اعتداء أخوة في العروبة والجوار والدم على أشقائهم، بتحريض من نظام لم يع خطورة ذلك على الصفاء الإقليمي والعربي و الخليجي، و خلق شرخا عميقا بين الشعوب التي ناصرت الكويت، وتلك التي بررت الغزو بدواع واهية.

و منذ ما يزيد على ربع قرن قامت قوات صدام حسين بغزو الكويت في 2 أغسطس 1990، ومن ثم ضمها كمحافظة عراقية بعد أيام قليلة من الاجتياح. وكان للغزو مدلولات كبيرة على البيئة الإقليمية والعالمية وليس من المبالغة أن الوطن العربي والإقليم ما يزالان يعانيان من أثار ذلك الحدث الأهم في تاريخ العرب منذ نكسة 1967، بل إن هزيمة حزيران زادت من درجة التضامن العربي. ولكن الاجتياح العراقي للكويت أصاب النظام العربي الإقليمي في مقتل ومفهوم الأمن العربي في الصميم.

المملكة  وموقف للتاريخ

قبل أن يغزو الرئيس العراقي الديكتاتور صدام حسين الكويت في الثاني من أغسطس  1990، كانت إرهاصات الخطر تنبأت بها السعودية في القمة العربية التي عقدت في بغداد قبل الغزو العراقي بأكثر من شهرين، حيث لم يخف الملك فهد قلقه، خصوصا أن صدام قادم مما يوصف بنصر قبل تلك القمة بسنتين حققه على إيران الخميني في حرب الثمانية أعوام. وإن كانت دول الخليج وعلى رأسها السعودية والكويت دعمت العراق في تلك الحرب الطويلة ضد إيران، ولم تطالبه بشيء من رد الجميل، إلا أن صدام في قمة بغداد العربية ساق الهجوم العلني على الكويت دون تسمية السعودية التي يخشاها ويقصدها في حديثه، وفق الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في حديث تلفزيوني بعد الغزو.

يوم الصدع العربي

في باكر صباح الثاني من أغسطس من عام 1990، وقبل أن ترسل شمس ذلك الصيف الحارق أشعتها على تراب الكويت، كانت رياح الغدر تهب من شمال الكويت، من أرض الجارة العراق، ووقود صدام حسين وجيشه الجرار، الذي باغت سكون شعب الكويت المسالم، وقضى على نقاط أمنية على الحدود، وتسلم طريقه نحو العاصمة. أوامر صدام كانت واضحة، بالقتل والأسر للقيادات الكويتية حتى يصل إلى هدفه بسرعة ويبسط نفوذه على أرض الكويت. وصلت الاتصالات حينها إلى الرياض حيث القيادة السعودية، وكانت ردود الفعل سريعة من الملك فهد بدعوة صدام إلى الانسحاب سريعا من الكويت، لكن تلك اللحظة التي لم يستجب فيها النظام العراقي كانت آخر شعرة ودّ قطعها صدام مع الملك فهد، وحينها شهرت السعودية سيفا دبلوماسيا وعسكريا وشعبيا لإعادة الكويت إلى الكويتيين.

المملكة وحلفائها تداوي الجراح

بدأت السعودية بحشد كل إمكاناتها لمعالجة الجروح التي أحدثها نظام صدام، فقد بدأ الملك فهد اتصالاته بمجاميع القوى الدولية، وقبلها العربية، لعقد قمة طارئة، فبدأت الرحلات نحو القاهرة التي التقى فيها الملك بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، واستطاعا بالقوة الدبلوماسية استصدار قرار عربي يدين الاعتداء الغاشم رغم معارضة بضع دول.

قبل تلك القمة كانت الولايات المتحدة في صف السعودية، وكانت أرسلت بضعة آلاف من جنودها إلى أراضي المملكة بعد دعوة الملك فهد وتفاهمه مع الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش (الأب)، وحينها استغل رئيس الوفد العراقي طه رمضان القمة لإعلان خطاب من الرئيس العراقي صدام حسين، بدعوة للعرب لما سماه بـ«الجهاد» بمبرر وصول قوات أجنبية للسعودية، وتجييشها ضد العراق، وتناقلته وسائل الإعلام حينها على نطاق واسع، لكن الرد العربي بقيادة السعودية ومصر كان مختلفا، حيث أرسلت مصر وحدات كبرى من جيشها إلى السعودية تبعتها سوريا حافظ الأسد، علاوة على دول الخليج التي كانت سباقة في ذلك.

عاصفة الصحراء

العاشر من أغسطس كان نقطة التوافق السياسي والعسكري، واستمر نطاق التحالف في الاتساع حتى وصل إلى أكثر من 30 دولة مشاركة، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا وغيرها، ضمن قوات تحالف كبرى تقودها المملكة وبإمرة الراحل الملك فهد. يقول العميد متقاعد سعد العسيري، الذي كان من ضمن المشاركين في القوات البرية السعودية، إن تلك الحرب جمعت قوات عربية شتى، وحطمت أوهام مدعي العروبة وأعادت الأمل للأمة العربية والإسلامية لوقوفهم إلى نصرة الكويت، واستعادة أراضيها التي اغتصبها نظام صدام حسين.

يوم للذكرى

ويتذكر العالم العربي هذا اليوم داعيا الله ألا يتكرر مثل هذا الحدث  وأن يذهب شبحه للأبد وها هي الكويت تحاول ارجاع المسار من جديد عبر مبادرات اعمار عراق مابعد داعش وها هي المملكة تأخذ بيد أشقائها من جديد بعد رحيل نظام صدام

الامارات تتذكر جيدا

و امتدح وزير الدولة الإماراتي،أنور قرقاش في ذكرى غزو الكويت قادة خليجيين راحلين على رأسهم الملك فهد بن عبد العزيز

وقال قرقاش اليوم في ذكرى غزو الكويت الشقيقة، الكارثة الجسيمة التي تركت جرحها العميق، نتذكر موقف قادة الخليج الشرفاء الملك فهد بن عبدالعزيز والشيخ زايد بن سلطان والشيخ عيسى بن سلمان والشيخ خليفة بن حمد، رحمهم الله، والسلطان قابوس، حفظه الله. وحدة الموقف أساسه الصدق والمصداقية.