مباريات إيران الحاسمة قبل نوفمبر الأميركي

غازي الحارثي

هل ستؤدي عقوبات الولايات المتحدة ضد إيران إلى نتائج مفيدة قبل معركة إدلب والانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة اللبنانية؟

هذا السؤال الأكبر اليوم في حين يمطرنا الوزير مايك بومبيو بتصريحات ومناكفات قوية ضد النظام الإيراني ورؤوسه، لكن “توقيت” العقوبات يبدو مثل شعرة معاوية بين الجزم بنجاعة هذه العقوبات من عدمها.

إذا استطاعت إيران تجديد فرض نفوذها داخل البرلمان العراقي وبالتالي الحكومة العراقية المقبلة، ونجح حزب الله في الحصول على المقاعد الحكومية التي يكفلها له نجاحه في الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان،ونجح جيش الأسد وحزب الله في السيطرة على إدلب أين سيكون موقع العقوبات الأميركية من إيران ؟

بنظرة فاحصة إلى تصريحات روحاني بالذات في اجتماع طهران الثلاثي، يُفهم ببساطة أن اللهجة الإيرانية صارت تمثل ذات التحرك الإيراني على الأرض على غير المعتاد وكأن إيران دخلت في سباق مع الزمن قبل نوفمبر فلم يعد هناك رأي إيراني يطرح فكرة المناورة في سوريا والعراق ولبنان كما طُرح على الغرب بخصوص اليمن قبل شهرين.

بل أصبح الخيار الذي لا ريب فيه أن إدلب يجب أن تُجتاح تحت الغطاء الروسي، والبرلمان العراقي سيمضي ولو إلى نصف ما تريد إيران وبأسرع وقت، وتشكيل الحكومة اللبنانية قد يمضي ناحية توزير حزب الله بمقاعد أكثر مما كان يتوزّرها سابقاً وبذلك يكون الوجود الإيراني تحت غطاء المنهجية بغض النظر عن تبعاته المستقبلية على صعيد العقوبات الأميركية أو غيرها.

كل هذه الاستحقاقات تبدو في وارد الإنجاز قريباً وهذا ما يعني انقطاع نصف شعرة معاوية التي قلنا، ولن يكون قص كامل الشعرة خياراً طيباً للمنطقة كليةً وليس إيران فحسب.

تعرف إستراتيجية الرئيس ترمب ومعاونيه بولتون وبومبيو خطة التدرج في العقوبات على إيران ولكنها منحت منطقياً وقتاً طويلاً حتى اكتمال هذه العقوبات ما يمنح الإيرانيين هامش المناورة الذي يحبّون أو خيار التعجيل في سوريا والعراق ولبنان قدر المستطاع.

وحتى نوفمبر القادم قد تكون هذه الاستحقاقات قد هزمت إرادة واشنطن بتعطيل قدرة إيران على كسبها، ما يعني أن المنطقة ستضطر لإعادة تجربة خيار البند السابع المرّ وسيكون حينها صانع الإستراتيجية الأميركية قد أدخل المنطقة في الصراع الدامي الذي كان يمكن تجنيب المنطقة إياه لو عمد إلى إستراتيجية فورية تفرض حظراً فورياً على النفط الإيراني والبضائع والبنوك الإيرانية.

وتوقع العقوبات مباشرةً على رؤوس النظام الإيراني وحزب الله، وتُشغِل كل مفاعيل وأدوات منظومة إيران العريضة عن حصد نقاط المباريات الحاسمة في العراق سوريا ولبنان.