حينما استفاق السعوديين

غازي الحارثي

يوم السعودية الوطني لم يكن يوماً عادياً بالمجمل.. ليس لاحتفالات السعوديين ولا لفرحهم ورقصهم وبهجتهم.. بل لأنه كان يوماً قضية.

قضية كبيرة جداً لدى بعض جيران السعودية والكثير البعيدين عن مجاورتها.. الكثيرين أرادوا ان يكون يوم السعودية الوطني يوماً للغضب والتجاذب داخلها.. يومٌ للاختلاف وليس يوم فرح يمر سريعاً الى العمل والعمل والعمل.

سعوديون كثر تساءلوا أمس في نشوة الإحتفالات الخضراء الصاخبة، من سلب منّا هذه الفرحة الكبرى على مدى عقود، وكيف أعمانا عن تاريخ ماكان لحاضر بلادنا أن يُبنى بدونه، وكيف تلاشت وطنية كثير منّا الى حد الاكتفاء ببطاقة الهوية وجواز السفر؟

شعر الكثيرون أنها كانت غشاوة وانفرجت مؤخراً وأبصر السعوديين كثيراً مما عُميت عنه أبصارهم حين فرحوا وغنّى لهم محمد عبده ورابح صقر وعبادي الجوهر أغانيهم الوطنية التي لم يعرفوها إلا على وقع الحروب وانتصارات منتخبهم الكروي ولم يسمعوها في أعياد بلادهم الوطنية كان الشعور يتضارب والتساؤلات ترتفع بهواجس غزيرة. لكن المفارقات التي لانهاية لها تدفع إلى ناحية واحدة.

لماذا هناك طرف واحد مسؤول دائماً عن الحزن حينما يفرح السعوديين والغضب حينما يضحكون والعمل حينما ينامون!؟

إحدى الدول الصغيرة بجانب السعودية كانت تقيم سنوياً احتفالات باذخة بأيامها الوطنية وتحتضن في الزمن ذاته وتستضيف الكثير ممن نهى السعوديين وعاب عليهم الاحتفال بيومهم الوطني كانوا يحتفلون معهم دائماً مستفيدين من حالة التيه التي أصابت السعوديين.

وكانت هذه الدولة تكبر على هامش ذلك التيه وحينما استفاق السعوديين على ذلك الواقع وأعادوا ترتيب أوراقهم ووضعوا وطنهم برؤيته على قمة أولوياتهم عملاً وفرحا استشاط غضب الصغار وصار يوم السعودية الوطني موعدهم الأكبر لتشويه مهابة هذه الذكرى وضربها من تحت الحزام في مرة ومن فوقه مرات أخرى.. هي لم تكن صدفة، هكذا أجاب سعوديٌّ يتساءل.