لماذا تتهرب المرأة من قيادة السيارة؟

ميعاد شقره

حينما صدر الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارة لم نجد أولئك النسوة اللواتي كن يطالبن بتحقيق هذا المطلب يقدن السيارات فلازالت الكثيرات منهن يعتمدن على الأزواج والأبناء أو السائق الخاص وسيارات الليموزين في قضاء مشاوريهن.

وكلما تحدثت لواحدة وسألتها عن سبب غيابها عن قيادة السيارة خلقت الأعذار وتحدثت بلغة بعيدة عن الواقع ، فلاهي راغبة في قيادة السيارة ولا هي رافضة لها !

وفي استطلاع خاص أجريته على مجموعة من الزميلات والصديقات وجدت أن المرأة السعودية لديها الرغبة في قيادة السيارة غير أن تحقيقها يصطدم بعدة معوقات لعل أبرزها أن العادات والتقاليد التي لازالت مترسخة بأذهان البعض تحول دون تمكين المرأة من قيادة السيارة مستشهدين بما تعرضت له إحدى المواطنات والتي عرفت عن نفسها في مقطع فيديو وقالت أنها صاحبة السيارة، وأنها من سكان قرية الصمد في محافظة الجموم غرب مكة المكرمة.

كما أن غياب  الوعي الثقافي لدى مجموعة من شرائح المجتمع يحول دون تمكين المرأة من قيادة السيارة  فرغم ما حققته  المرأة من مكانة علمية وعملية داخليا وخارجيا فلازال هناك من ينظرون لها كقطعة أثاث مملوكة لا شخصية اعتبارية لها حقوق وعليها واجبات.

وتحدثت البعض من الزميلات والصديقات عن غياب مواقف السيارات خاصة في المناطق التجارية ووسط البلد ، واعتبرن أن عدم وجود مواقف قريبة وجيدة يجعل المرأة تفضل أن يوصلها لمشوارها زوجها أو ابنها أو سائقها أو سيارة ليموزين بدلا من أضاعت الوقت في البحث عن موقف.

أما الأخريات فقد وجدن في ارتفاع قيمة السيارة وأسعار البنزين عائقا أمام تمكين المرأة من قيادة السيارة .

وخلاصة القول فان المرأة السعودية اعتادت أن تكون ملكة داخل منزلها وخارجه لذلك نرى أن البعض من النساء يفضلن البقاء كملكات ويعتمدن على الرجل في خدمتهن.

وقد يكون ابتعاد المرأة عن قيادة السيارة عائد لخوفها من التعرض لحادث مروري لا سمح الله ، فهي كائن ضعيف وقد تبكي أن هي صدمت رصيف أو وقعت في مطب.

وبعيدا عما وجدته من إجابات فان واقع الحال يؤكد بأن من الأسباب الرئيسية لابتعاد المرأة عن قيادة السيارة ، ارتفاع رسوم مدارس تعليم قيادة السيارات إضافة لعدم توفر العدد الكافي منها بمناطق ومحافظات ومدن المملكة.

وخير مثال نراه الآن أمامنا في مكة المكرمة ، فرغم أنها مدينة هامة فلا توجد بها مدرسة للنساء لتعليم قيادة السيارات.

فكيف نطالب المرأة بقيادة السيارة ونحن لم نوفر لها البيئة الصحية المناسبة لذلك ؟

إن ما نأمله من الإدارة العامة للمرور أن تعمل على المساواة بين الرجل والمرأة فكما فتحت للرجال مدرسة فعليها أن تفتح للنساء مدرسة وأن تكون الرسوم التي يدفعها الرجل مساوية للرسوم التي تدفعها المرأة وليس ضعفها.